• ×

10:20 مساءً , الخميس 28 مارس 2024

admincp
بواسطة  admincp

كل عيد وكل عام وأنتم بخير

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
ما أطيب انفتاح القلوب لبعضها وما أجمل سماع التهاني بالعيد و في اللقاءات بين الناس في المناسبات التي تجمعهم ، ففيها تعبير عن المحبة والألفة والمودة والإخاء ، تروي الظمأ لها وتطفيء العطش والتعطش إليها ، إنها من أجمل ما في حياة الناس بل هي سر تعلقهم ببعض وانجذابهم وحرصهم على أن يجتمعوا في بلدة واحدة ومكان واحد ، فإذا قلنا أن الإنسان اجتماعي بطبعه فهذا يعني أنه يأنس بالآخرين من جنسه ، وهذا الأنس لا يعني التقارب في البقع والمزارع أو الاستراحات و المساكن بما فيها من عوازل حرارية وصوتية ومائية واجتماعية ، فالبيوت والحالة تلك سجون انفرادية لا تحقق الغرض الاجتماعي من بنائها متجاورة ومتلاصقة مع بيوت الآخرين حتى و لو امتلأت بالساكنين و صمت الأصوات آذان الجيران ، فإنما هي فقاعات الغرقى في دنيا النسيان والانعزال .

بلداننا عندما نقبل عليها نراها من بعيد أيام العيد والمناسبات وحتى في الليال الأخرى نراها تتلألأ ويشع نورها في كل الأفق حولها ساطعة حتى أخفت القمر والنجوم ، وهذا النور لا يعنينا كثيرا بقدر ما يعنينا من سكن الديار من أصدقائنا ومعارفنا وجيراننا وأحبابنا ومن تحن إليه قلوبنا ونهفو وتأنس به نفوسنا .


أمر على الديار ديار أهلي ****** أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبي ***** ولكن حب من سكن الديارا


هذه الجمادات حولنا وإن أضاءت بالأنوارالتي استعرناها وكررناها سنين وراء سنين ، أو الجدران التي تزينت بالزينات هي هامشية عند متطلباتنا الحقيقية ورغباتنا في أن نجد وجوها مشرقة ولقاءات مفرحة وقلوبا مهيأة للمودة والتقارب ، تعي معنى السعادة و تجعل أيام العيد سعيدة بالفعل .

كثير من المظاهر التي نتسابق عليها ونلون بها ما حولنا ، ونلبس من أجلها أو ننثرها حول مدننا بتكاليف كبيرة باهظة ما هي إلا تعبير عن رغبة أو فقدان متطلباتنا التي نبحث عنها ، تلك المطالب التي هي في الحقيقة لا تحتاج إلى كل هذا إنها سهلة وميسورة وقريبة في متناولنا كلنا.

فتحقيق الفرحة لا يحتاج إلى كثير من الجهد والمال والتعب والمظاهر ، إنما يحتاج فقط إلى استشعار قرب الآخرين منا و قلوب صافية سليمة وبساطة في تعبيرنا عن محبة الآخرين وقبولهم .

عن معاذ رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء " رواه الترمذي.

وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال؛ يارسول الله اني أحب فلا ، قال هل أخبرته ، قال: لا ؛ قال فاذهب وأخبره أنك تحبه.

أو كما قال الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم


الناس كل الناس لا يحتاجون فيما بينهم ما فيه مشقة وتعب ولا خسارة من أي نوع ، ولا الكثير من العناء بقدر ما يحتاجون أن تكون صفحات حياتهم وأيامهم فيما بينهم بيضاء ناصعة لا يشوبها خلاف ، إن هو إلا تراحم وإتلاف ونواياهم نقية وألفاظهم ندية وتعاملاتهم رحيمة رفيقة ، هذا هو ما يجعلهم سعداء وببعضهم ولبعضهم في اشتياق ، سعادتهم حقيقية غير مصنوعة من خارجهم ولا مصطنعه متكلفة ولا مزيفة ولا مظاهر تخفي وراءها خواء العلاقات و ضعف التماسك وغياب المسرات .

سعادتنا الحقيقية أن نقول لبعضنا من كل قلب :

عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير

من قلب يملأه الحب لكم جميعاً ويكن لكم كل مودة


بواسطة : admincp
 0  0  1.4K


جديد المقالات

بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...


بواسطة : عبدالله عبدالرحمن الغيهب

. اليوم ١٨ ديسمبر يوافق اليوم العالمي للغة...