• ×

12:58 مساءً , الجمعة 29 مارس 2024

admincp
بواسطة  admincp

قصة المتسولة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
ظاهرة التسول انتشرت كالنار في الهشيم في جميع مدن المملكة تقريباً، وأصبحت ظاهرة، لها من ينظمها ويرتبها في الخفاء. فتجد النساء هُنٍّ الأكثر تواجداً، عند إشارات المرور ، ومداخل المساجد، والجوامع، والمراكز التجارية. وكانت تلك الظاهرة أكبر حجماً ونفوذًا وقوةً وانتشاراً من حجم مكاتب مكافحة التسول. وبالتالي أدى ذلك إلى تناميها وازديادها.

كانت هناك سيدة تتسول، امام مسجد محطة ((ساسكو)) على طريق الرياض الدمام السريع، شاهدها صاحبنا، ولم يعطها شيئاً، وذهب للبقالة واشترى لها مناديل وقارورة كولونيا، وقال لها وهو يعطيها: "اجعلي الناس يعطونك نقوداً مقابل خدمة تؤدينها" ، وأضاف والكلام له: " أعطِ لكل من خرج من دورة المياه منديلاً ورشة كولونيا، وسوف يعطيك الجميع مقابلاً لهذه الخدمة". وانصرف وهو يتابعها بعينه وقامت تلك السيدة بإخفاء المناديل والكولونيا تحت عباءتها.. وعاد لها مسرعاً.. وقال: "انا لم أعطك هذه لتُخفيها، بل أريد منك أن تستخدميها، لكي تحصلي على مقابل مادي بشرف وعزة" .. فأخرجتها مرة أخرى.. ومضى لسيارته وهو يتابعها من بعيد.. وهي تعطي من يخرج من دورات المياه منديلاً ورشة كولونيا.. وبدأ الناس يخرجون ما تيسر لهم.

العبرة هنا واضحة، والتسول ليس فقط بالمعنى الحرفي الذي يفهمه البعض. ولكن الإنسان الحُرّ العزيز لا يقبل أن يأخذ بلا مقابل، ولا يريد أن يكون عالةً على أحد.. لو عمل الجميع لكسبوا أرزاقهم بما قسمه الله عز وجل لهم.. ولكن أن نمد أيدينا وننتظر المقسوم دون عمل أو جهد فهذا ليس ما تعلمناه في ديننا ولا تقاليدنا ولا أعرافنا.. يقول الله - عز وجل ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )) ( الملك آية 15)

الفقير الحقيقي عزيز النفس عالي الهمة له كرامته، وقال الله عز وجل ((لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)) ولأجل هذا حثنا ديننا دائما على التصدق لهم تحت جُنح الليل ولا تعلم الشمال ما انفقته اليمين.. وما نحن بذلك العمل سوى أدوات للخالق عز وجل ليوزع الرزق لمن يشاء بمقدار. فلا تَمُنَّ بمالٍ أعطيته أو تعلن بصدقة قدمتها ،، فأنت في النهاية ممن اختاره الله - عز وجل - لتكون ممن يساهمون في الخفاء لإسعاد أخوة لنا لا نعلم عن أحوالهم ومعيشتهم شيئاً

ولكي تعلم ماذا ينتظرك تأمل قوله تعالى : مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. ( البقرة 261)

بواسطة : admincp
 3  1  1.9K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • ابوعبدالمجيد عبدالله محمدالشقراوى

    السلام عليكم
    الله يعطيكم العافيه
    الله يحفظكم

    10-12-2013 03:10 مساءً

    • ماهر البواردي

      وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته

      الله يعطيك العافية والحياة المديدة في طاعته ويحفظكم من كل شر.

      11-12-2013 08:49 صباحًا

  • عبدالله

    هذا صحيح وتصرف جيد أن نحث الآخرين على العمل لكي يكسبوا بشرف بدل العالة على الخير وربما السقوط في الخطأ من جراء الكسل
    المشكلة في وضعنا أننا نربي المتسولين
    يأتينا عامل له عمل محدد فلا يمشي عليه أشهر إلا وهو يتسول بسبب تعويدنا
    تجده يدور على السيارات ويقترب من النساء ويعرف أنهن يعطينه فلوس
    شهرين ويخرب من العمل ويتسول

    10-12-2013 08:22 مساءً

    • ماهر البواردي

      ديننا يأمرنا بالعمل لكي نكسب قوتنا اليومي... وهناك الكثير من القادرين على صناعة قوتهم ولكنهم يمدون يدهم.

      سيدة في مدينة الرس بالقصيم، تصنع الكليجا والفتيت في منزلها ليكون قوتها ودخلها.. بتوفيق من رب العالمين،، الطلبات التي لديها كثيرة لدرجة انها تعطيك طلبك بعد شهرين من الآن.

      وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

      11-12-2013 08:52 صباحًا

  • عبدالمحسن العتيبي

    جميل جداً

    15-12-2013 01:07 صباحًا

    • ماهر البواردي

      الجميل ذوقك وزين كلماتك

      16-12-2013 11:09 صباحًا

جديد المقالات

بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...


بواسطة : عبدالله عبدالرحمن الغيهب

. اليوم ١٨ ديسمبر يوافق اليوم العالمي للغة...