في كل نهاية سنة ميلادية نترقب الميزانية، وفي كل نهاية عام لا نرى شيئاً سوى الأحلام. للأسف هذا هو واقعنا مع وزارتنا. أصبحنا نرى الأرقام مجلجلة في كل صحيفة والمشاريع منزوية تحت الحصيرة.

وزارة النقل من وجهة نظري تتحمل 25% من وفيات الطرق كل عام، ولم يحاسبها أحد في ذلك، وهذا راجع لسوء الزفلتة في طرقها وسرعة تلفياتها، بالإضافة إلى سوء تصميم بعض الطرق من ناحية المداخل والمخارج.

وزارة الصحة لاتزال مسؤولة عن تأمين العلاج الطبي للمواطنين، ولا يزال المواطن يبعث ببرقيات للحصول على سرير، تنشر أخبارها على صفحات الصحف المحلية عن إنجازات ولكن ليس للمواطن منها شيئ. وزارة تحرص على الظهور الإعلامي أكثر من الإنجاز الطبي.

وزارة التربية والتعليم من أضخم وزارت الدولة وأهمها، فالتعليم ركيزة أساسية في بناء الدولة. ولها نائبان وعشرات الوكلاء، وشركة "تطوير" التابعة لها. كل هذا لم يشفع لها بأن تكون الشهادة الثانوية معياراً للقبول في الجامعات، فاختبار "قياس" لها بالمرصاد. وغير هذا الطالب بعد السادس يدخل للمتوسط وهو لا يُتقن الكتابة والقراءة. والسبب يعود الى تطبيق أنظمة أصبحت نتائجها سلبية. لماذا لا نعود حيثما كان عليه التعليم. خريج الثانوية العامة في السبعينيات أقوى بكثير من خريج الجامعة الآن.

الإدارة العامة للمرور و القوات الخاصة لأمن الطرق مسؤولية الحوادث المرورية والوفيات ضمن عاتقها، ونعود للأسباب لقياس النتائج، ومدارس تعليم القيادة في المملكة لها دور كبير في نوعية السائقين وإدراكهم لمعنى القيادة الصحيحة، انظروا لمن حولكم من الدول واقتدوا بها بدلاً من المكابرة. ليس لكم عذر، شركة "نجم" تكفلت بمباشرة الحوادث وشركات "ساهر" بمخالفات السير. أصبح جنودكم في المكاتب من أجل رخصة قيادة واستمارة سيارة وهذا عملٌ يؤديه أي شخص مدني. نذكركم بأن عام 2013 كان الأسوأ لكم فعدد الضحايا من الحوادث المرورية تجاوز 7200 إنسان. أود تذكيركم بأن تصريحاتكم حول عدد المخالفات لا تعد إنجازات لكم، الإنجاز الحقيقي في تخفيض الحوادث المرورية وبالتالي عدد الوفيات والإصابات.

الجوازات ومنافذ السفر في جسر البحرين ومنفذ الكويت ومنفذ سلوى على طريق قطر بالإضافة إلى منافذ المطارات الدولية . هناك طوابير ممتلئة سعوديين محتنقين من البطء والسوء في الخدمة في تلك المنافذ، وأنتم في كراسيكم العالية لا تعترفون بالمشكلة، وهذا ما أدى إلى تفاقمها. وانعدام الحلول لها. ليكن عنوان العمل لديكم ما كُتب في الصفحة الأولى من جوازات السعوديين.

الرئاسة العامة لرعاية الشباب، نود تذكيركم بأن 60% من الشعب هم من ضمن مسؤولياتكم، أين برامج الشباب غير كرة القدم. يريدون أندية للسيارات ليمارسوا فيها هوايتهم بوجود أنظمة سلامة عالية تضمن أرواحهم، يريدون ملاعب كرة شعبية في مدنهم ليمارسوا عليها هوايتهم في لعب الكرة. يريدون وسائل ترفيه ليلهوا بها، وينشغلوا عما يكون فيه ضرر عليهم، معنوياً او مادياً أو عقدياً


النقد أعلاه لا يعني أننا نتجاهل الإيجابيات في ما ذكرنا وسبب عدم الإشارة إليه أنها ضمن صميم عملكم وتشكرون عليه، وسطرنا السلبيات لتكون ضمن اولويات إنجازكم لينعم المواطن بخير ورخاء الوطن لا أن يعاني في كل شبر و متر. من حق الشعب أن يفرح ويشعر بالسعادة لأنه ينتمي إلى أعظم بلد في العالم "مملكتنا الغالية" وملكنا "حفظه الله وامد الله بعمره على الطاعة".