• ×

05:49 مساءً , الخميس 28 مارس 2024

عاطف مسفر القحطاني
بواسطة  عاطف مسفر القحطاني

صحتنا في خطر!!!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
في ظل الثورة الصناعية ظهرت صناعة البلاستيك في السنوات الأخيرة بشكل ملفت بأشكال وأنواع مختلفة وفي أغلب الأماكن التي نرتادها، فاستخداماتها تتفاقم ومبيعاتها تتزايد بالأسواق، ولها من الإيجابيات التي لسنا بصدد الحديث عنها، ولكن تظهر هناك استخدامات خاطئة تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان، أو غير مباشر من خلال التأثير على البيئة وبالتالي تؤثر في صحة الإنسان، وقد يتبادر إلى أذهاننا عدد من التساؤلات التي تتمثل في الآتي : ماهي أبرز الاستخدامات الخاطئة للبلاستيك؟ وما أضرارها على صحة الإنسان والبيئة؟ ومن المسؤول عن توعية الفرد والمجتمع بهذه الاستخدامات الخاطئة وأضرارها؟
فمن أبرز الاستخدامات الخاطئة للبلاستيك التي تترك آثارًا صحية على الإنسان استخدامها لحفظ الأطعمة والمشروبات الساخنة مثل وضع الخبز الساخن في الأكياس، وتسخين الأطعمة المغلفة بالبلاستيك داخل المايكروويف، والتي ينتج عنها تفاعل بين المادة الكيميائية المكونة للبلاستيك مع المواد الغذائية الساخنة والذي ينتج عنها أمراضًا خطيرة مثل الأمراض السرطانية، وكما هو الحال بالنسبة لتبريد أو تجميد المياه في العبوات البلاستيكية أو تعرضها لأشعة الشمس والذي ينتج عن ذلك تلوث الماء بمواد خطيرة منها الديوكسينات السامة والمسرطنة.
ومن الاستخدامات الخاطئة رمي مخلفات البلاستيك بشكل عشوائي في الوسط المحيط بنا من حدائق عامة ومنتزهات وطرق وشواطئ وبحار ومحيطات، والذي ينتج عنها أضرار كثيرة حيث يشير خبراء البيئة أن البلاستيك من أبطأ المواد التي تتحلل حيث تحتاج إلى 400- 1000 سنه حتى تتحلل مما يجعلها عبئاً على المكان الذي تستقر به، مما يؤدي ذلك إلى تلوث الهواء والتربة والماء، كما أن انتشارها في مساحة واسعة قد يشكل عائقًا للقدرة على تجميعها والتخلص منها مما يجعلها تشوه المكان الذي حلت به، إضافة إلى التصاقها بالنباتات والأشجار يؤدي إلى حجب الضوء عنها وبالتالي يعيقها عن القيام بعملية البناء الضوئي، ووجودها بين الحشائش يجعلها في طريق الحيوانات لابتلاعها مما قد يسبب لها الموت، وكذلك الحال في البحار والمحيطات.
ومن الطرق الخاطئة للتخلص من مخلفات البلاستيك حرقها الذي ينتج عنها سموم وغازات ضارة وخطيرة إذا تعرض لها الإنسان بشكل مباشر سيصاب بآفات خطيرة مثل اسمرار الجلد واختلال وظائف الكبد، اما التعرض لها على المدى الطويل فيؤدي إلى إحداث اختلال في الجهاز المناعي، وعرقلة تطور الجهاز العصبي، والوظائف الإنجابية، وقد تسبب حدوث تلوث للماء والتربة والهواء، ومن طرق التخلص الخاطئة لمخلفات البلاستيك دفنها في اعماق الأرض قد يلوث مصادر المياه الجوفية ويعقد خصوبة التربة، ومع ذلك نلاحظ بشكل لافت انتشار هذه الاستخدامات الخاطئة للبلاستيك والتخلص منها بشكل عشوائي، ولكن من المسؤول عن توعية المجتمع بهذه الاستخدامات الخاطئة للبلاستيك وأضرارها الصحية؟
يمكن القول بأن المسؤولية عامة ومشتركة وينبغي استشعارها من قبل الجميع لتوعية الفرد والمجتمع بالاستخدامات الخاطئة للبلاستيك والأضرار الناتجة عنها، فالأسرة والمجتمع والمدارس والجامعات والإعلام المرئي والمسموع والمقروء وخطباء المساجد والمنتجين والمستهلكين لهم دور كبير في توعية المجتمع وتثقيفه بهذه الأضرار التي قد تغيب عنهم، وكذلك جهات الرقابة من بلديات ووزارة التجارة وحماية المستهلك، والجهات المعنية بالبيئة لها دور في توعية وحماية المجتمع من خلال وضع معايير آمنة لصناعة البلاستيك ومراقبة المصانع والشركات وإلزامهم بوضع علامات تحذيرية على العبوات البلاستيكية، وفرض رسوم على الأكياس البلاستيكية حال الرغبة في الحصول عليها، وتشجيعهم على الصناعات البديلة الصديقة للبيئة لحماية صحة الإنسان، وتوعية ومراقبة أصحاب المحلات التجارية والأسواق والمطاعم في التقليل من استخدام البلاستيك، وحثهم على إيجاد طرق بديلة، وتطبيق الأنظمة على المخالفين بفرض غرامات.
ومن طرق التوعية بشكل مباشر ومؤثر في المجتمع تضمين الصناعات البديلة الصديقة للبيئة في مناهج التعليم العام والجامعي، والتحذير من الاستخدامات الخاطئة للبلاستيك وأضرارها وكيفية مواجهتها ليعرف الناس المخاطر التي قد تصيبهم بشكل مباشر أو غير مباشر من البلاستيك، فالمناهج ليست بمعزل عن المجتمع لذلك ينبغي رصد ما يجري في المجتمع من أحداث وقضايا وتضمينها في المنهج بشكل مستمر، وعليه ينبغي تطوير المناهج بشكل تكاملي وذلك بتضمين معلومات نظرية عن التوعية بأضرار البلاستيك البيئية والانسانية، وتوظيف هذه المعلومات في حياة الطلاب وربطها بميولهم وحاجاتهم، وتنفيذ أنشطة وتطبيقات وأمثلة تشتمل على مواقف ومشكلات يواجهها الطلاب أثناء تفاعلهم مع بيئتهم.
وختامًا يمكن القول أن مشكلة البلاستيك ظهرت نتيجة للتوسع في الصناعات البلاستيكية إلى أن وصلت إلى الإنسان وأصبح يستخدمها وهو لا يعلم خطرها ولا تأثيرها على البيئة، وهنا ينبغي أن نواجه هذا الانتشار الواسع بالتوعية الجادة لهذا الخطر للحد من الاستخدامات الخاطئة ورفع درجة الوعي لدى الفرد والمجتمع.

 3  0  1.9K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • تدنيمي

    يسلام الصوره هههههههههههه

    16-05-2016 01:35 صباحًا

    الرد على زائر

  • فريد عصره

    مقال جميل يجب الاستفادة منه

    16-05-2016 07:20 صباحًا

    الرد على زائر

جديد المقالات

بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...


بواسطة : عبدالله عبدالرحمن الغيهب

. اليوم ١٨ ديسمبر يوافق اليوم العالمي للغة...