.
.
.
.
قرأت هذا الحديث .. وقرأت شرحه ومعانيه.. واستلهمت منه ما أنا بصدد كتابته (إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض حديث صحيح.
حزنت لوفاتها.. وحزنت أكثر عندما علمت مكانتها . لست بساكن في شقراء ولكن العالم كله أصبح في مرمى بصر واحد وفكر متصل وإحساس واحد. أثر بي وفاتها قبل حياتها. لا أعرف لماذا ، ولكن صاحب القلم يتأثر بما حولة فيكتب ما يشعر به على عكس الآخرين .
سارة المنيعي متابعة لي بصمت في برنامج التواصل الاجتماعي ( تويتر) قدمت لي النُصح في أكثر من عشرين موضعاً على مدى سنتين، كانت نصائح أم حانية أو أخت حنون. وكأن الله سخرها لي لترشدني عندما ينحرف القلم قليلاً عن مسارة.. كانت تقول لي ( أنت أعدت نشر ( رتويت) إعلان لبنك ربوي ولست بحاجة لسيائاته) فمسحت ما كتبت واستغرفت، كتبت خبرًا عالميا وكان مرفقاً بصورة ( فقالت لي أنت نشرت صورة إمرأة لا تستحق أن تحمل جزء من وزرها ) فنسحت ما كتبت واستغفرت، كنت أنشر أحاديث صحيحة بإستخدام موقع الدرر السنية وذات يوم نشرت حديث وصلني من شخص أثق في دينه وعلمه ( فقالت لي أنت نشرت حديد غير صحيح قد يتبعه البعض وـتأخذ من اوزارهم) .
هذه هي سارة المنيعي لا أعلم شيء عنها سوى أن الله قد أرسلها لي لتقوم كتاباتي وتصحح أخطائي . سألت نفسي ومن أنا لتتعب نفسها بالنصح لي. ولكن علمت بعد وفاتها أنها سيدة فاضلة صالحة إشترت جنتها منذ زمن بعيد.. ولعلي كنت سبباً صغيرًا لكسب حسنات كثيرة، حزنت عليها فقد تعلمت منها الأدب الجمّ في النصح والتوجيه، تعلمت منها الإقناع المتمكن في تصحيح الخطأ ، تعلمت منها أن الطريق الى الله كثيرة مسالكه وهي قد سلكتها جميعاً.
سارة المنيعي يعرفونك في شقراء حق المعرفة.. وأنا في الخبر عرفتك حق المعرفة.. أخلاقك ودينك كانوا أجمل وشاح لك. كنتِ تأمرين بما أمره الله ، وتسمعين بما يحب أن يسمعه الله ، وتبصرين بما يحب أن يبصره الله، وتمشين بما أمر به الله ، لقد وضع الله لك القبول في النفس بما فعلتي.
اللهمّ أبدلها داراً خيراً من دارها، وأهلاً خيراً من أهلها، وأدخلها الجنّة، وأعذها من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللهمّ عاملها بما أنت أهله، ولا تعاملها بما هو أهله. اللهمّ اجزها عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً. اللهمّ إنها كان محسنة فزد من حسناتها، وإن كانت مسيئاً فتجاوز عن سيّئاتها. اللهمّ أدخلها الجنّة من غيرحساب ولا سابقة عذاب. اللهمّ اّنسها في وحدتها، وفي وحشتها، وفي غربتها. اللهمّ أنزلها منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين. اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين.
أحسن الله عزاء ذويها . وأحسن الله عزاء محبيها ، وأحسن الله عزاء أهل شقراء الكرام فيها

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته