• ×

03:04 صباحًا , الجمعة 26 أبريل 2024

ناصر بن عبدالله الحميضي
بواسطة  ناصر بن عبدالله الحميضي

ترسية المشروع على " رضاح العبس "

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

إن "رضّاح العبس " وإن كان شخصية وهمية ومثل شعبي سأبينه في الأخير ، إلا أن قصته تتكرر في حياتنا اليومية مع الأفراد والمؤسسات ومشاريع العمل و غالب منجزاتنا ، فما أن نبدأ في عمل وتنفيذ مشروع أو نتطلع إلى تحسين وضع ورفع كفاءته فتأخذنا الحماسة ونقبل بكل اهتمام وتحدي ونبذل المال والجهد حتى نتوقف فجأة عند أقرب نقطة من النهاية ، وهذه النقطة هي تاج العمل وتمامه وزبدته ، ولا ينتفع بالمشروع إلا بتمامها ، و أيضا فهي النقطة التي يحكم على المشروع كله بالنجاح أو بالفشل إن لم تكتمل ؛ ومع أنها لا تستحق جهدا يذكر ولا مالا كثيرا إلا أنها تبقى كالقشة التي قصمت ظهر البعير ، بينما نسمة الهواء تطيرها ونفخة بسيطة تقذفها.

"رضاح العبس" يوصف به كل من يقوم بمشروع ثم يتوقف قبل خط النهاية ، ومثال ذلك : رصيف بقي فيه بلاطة واحدة يتعثر فيها المارة ، وغطاء تصريف في الشارع مرتفع أو منخفض يتصيد المشاة ، كما يوصف به من جهز حديقة كاملة واكتملت لكنه لم يفتح بابها ، ويوصف به من يزفت طريقا طويلا ثم لا يكمل الوصلة النهائية التي تربطه بالطريق العام وما أكثر ما نراه فيما حولنا من آثار رضاح العبس.

ومع أننا نكرر دوما عبارة بليغة المعنى : الأعمال بخواتيمها ، إذ لا قيمة لعمل لم يختم بما يعطيه صفة التمام والاكتمال إلا أننا نتوقف عند الخطوة قبل الأخير بعد أن نقطع مسافة الألف ميل ، وهذا فيه تبديد لجهد ووقت وخسارة لما قطعناه من مشوار .

لدينا كبير في السن (شايب ) في البلد يضع يديه على رأسه كلما قرأوا على مسمعه أن المشروع الفلاني في البلدة تعثر ، حتى ولو لم يعنيه المشروع وتمامه بحكم استغنائه عنه شخصياً وبحكم انشغاله بمهامه دون تسويف أو تأخير فهو من جيل الطيبين ، إلا أنه يتخوف من استنساخ صاحب المثل الأول " رضاح العبس " لأنه على حد قوله خراب السفينة وسوسة المشاريع ، فلا المشروع استفاد الناس منه ولا هم سلموا من الخسارة ابتداء ، وأصعب حالة في أي عمل ومشروع هو حالة التعليق ، والوقت يمضي وقد يتسبب المشروع المتعثر في عقبات أمام مشاريع عديدة فضلا عن تدمير البنية التحتية المرتبطة به.

فليتنا نستحدث دائرة متابعة مهماتها تلك المشاريع التي لا هي اكتملت ولا هي أبعدت عن واجهة حياتنا وتسمى تلك الإدارة : مكافحة أضرار رضاح العبس.

وختاما هذا توضيح المثل الشعبي :


"رضّاح العبس " وأجزم أن الغالبية يعرفونه لشهرته ولتكرر الحالات التي يضرب لها ، ولكن لمن لا يعرف معنى هذا المثل ، ولمن يضرب ، فهذا توضيحه.

فالعبس هو نوى التمر ، وكان في الماضي يرضح أي يكسر بحجر لكي يطعم الماشية كالأبقار وغيرها ، ويقوم به أي شخص لديه الوقت والصبر لأنه يرضح واحدة واحدة وليس على شكل مجموعات ، وذلك لصلابة العبس.

وقصة المثل أن أحدهم أسندت إليه تلك المهمة أو قام رهان بينه و بين آخرين على أن يكمل عمله ، فقام بالمهمة خير قيام إلا أنه في آخر العمل حيث لم يبق سوى حبة واحدة من العبس(الفصم ) ضاق بها ذرعا ونفد صبره وتوقف عن إتمام العمل وبحث عن مكان يخفيها فيه حتى لا يعلم بفشله أحد و لهذا السبب البسيط لم يكتمل عمله فخسر الرهان .

ونتساءل اليوم طم لدينا في مشاريعنا من رضاح عبس ؟!!

 0  0  1.6K


جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...