• ×

05:28 صباحًا , الجمعة 29 مارس 2024

مي العصيمي
بواسطة  مي العصيمي

كورونا والإتحاد الأوروبي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.

دول الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو في مواجهة عنيفة مع أشد وأخطر عدو "فيروس كورونا" الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فبعد تغلغل الفيروس إلى أوروبا وأمريكا إنهارت الأنظمة الصحية في كثير منها وفقدت السيطرة في التعامل مع المرض ومحاولات غير مجدية لصده ووقف مد الخسائر والأضرار البشرية والمادية
حيث تعالت أصوات الغرقى من الدول الموبوءة للنجدة وطلب المساعدات من الحلفاء والأصدقاء ولكن دون جدوى !
وكانت إيطاليا أكثر المتضررين في القارة العجوز التي خارت قواها وضعف سمعها كثيراً حتى تجاهلت النداءات الإيطالية وانهمكت في مقاتلة الفيروس ووقف توغله بل واستولت على الهبة الصينية المخصصة لإيطاليا من قبل دولة التشيك عندها خرجت إيطاليا عن صمتها وصرح رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي محذراً الإتحاد الأوروبي من أنه قد يفقد سبب وجوده في حال إتخاذه خيارات مأساوية لمكافحة الفيروس أما على الصعيد الشعبي كانت هناك حالة من الجنون والغضب لموقف الإتحاد الأوروبي المتخاذل وكانت صور الغضب مابين انتقادات إعلامية لاذعة ومقاطع فيديو لنشطاء يحرقون علم الإتحاد الأوروبي وبعضهم يقوم بإنزاله عن السواري وإستبداله بالعلم الصيني والروسي تقديراً لدعمهم في إرسال المساعدات الطبية لإيطاليا
وبرأيي أن الدبلوماسية الطبية لدى الصين وروسيا تستغل الوضع العالمي الراهن لخدمة توجهاتهم السياسية ولإعادة تموضعهما في العالم من جديد ودعماً خاصاً لموقف إيطاليا من مبادرة "الحزام والطريق" الذي طرحته الصين لإنشاء طرق برية وبحرية تربط الصين بالعالم وكانت إيطاليا الدولة الوحيدة في الإتحاد الأوروبي التي تبدي موافقتها وتوقع على مذكرة تفاهم بشأن المشروع في حين شككت باقي دول الإتحاد وأمريكا من نوايا الصين ولذلك يرى البعض أن هذا هو مايفسر التجاهل الأوروبي لإيطاليا غير أني أرى عكس ذلك القضية ليست تصفية حسابات بقدر ماهي صدمة وجهل بحقيقة ومدى خطورة الفيروس بدليل التساهل في بداية الأمر وعدم الإستعداد !
وبينما يستمر العتاب بين إيطاليا والإتحاد الأوروبي تدخل صربيا على الخط معاتبتاً هي الأخرى والتي كانت على أبواب الإنضمام إلى الإتحاد بتصريح من رئيسها الكسندر فوتشيتش الذي عبر عن غضبه من تقاعس الإتحاد الأوروبي في تقديم المساعدات لبلاده لمواجهة الفيروس وقال "إن التضامن الأوروبي قصة خرافية على الورق " وقام في مشهد أمام البعثة الصينية التي قدمت المساعدات لبلاده بتقبيل العلم الصيني !
وكذلك إسبانيا التي تضررت من الفيروس أخذت نصيبها من تجاهل الإتحاد لطلب المساعدة في مواجهة كورونا وصرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قائلاً "إن المشروع الأوروبي على المحك"
إن الإتحاد الأوروبي مصاب بهزة قوية نتيجة الفيروس الذي تلاعبت بحقيقته وسائل إعلام روسية قبل إنتشاره على نطاق واسع ومعرفة ماهيته ومدى خطورته ماتسبب بتصدع الإتحاد وإنهيار أنظمته الصحية هذا عدا سقوط مبادئه الأخلاقية التي طالما تغنى بها وإنسانيته المزعومة وسط جو مشحون بالأنانية والجشع يبدو أن الخارطة السياسية العالمية بعد كورونا ليست كما قبله أضف لذلك أن وصوول الشعبوين واليمين للسلطة سيغير من الكثير وهذا ماذكرته في مقال سابق أن حلم الوحدة الأوروبية يتبدد مع صعود نجم الأحزاب اليمينية والبريكست البريطاني إذاً نحن أمام بداية تحولات سياسية واقتصادية كبرى الأزمات هي محركها الأساسي ووقود شعلتها ..

 0  0  760


جديد المقالات

بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...


بواسطة : عبدالله عبدالرحمن الغيهب

. اليوم ١٨ ديسمبر يوافق اليوم العالمي للغة...