• ×

08:09 صباحًا , الجمعة 26 أبريل 2024

محمد بن عبدالله الحسيني
بواسطة  محمد بن عبدالله الحسيني

الشيخ صالح الحصين ابْتعدَ عن الأضواءِ فَشَرِبَتْهُ القلوبُ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين متعه الله بالصحة والعافية والقبول دنياً وآخرة نموذج قامات علمية وفكرية ؛ فهو واحد من الذين حفظوا للعلم مكانته ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ، ولم يعبأ بزيف الدنيا وزخرفها ، وكان عمله في صمت ، ونفقته على السِّر، وسَمْته على التواضع .. عرفتُ الشيخ عازفاً عن الإعلام ، بعيداً عن الأضواء ، يجنح كثيراً إلى الصمت ، ولا ينطق إلا بالمعرفة .. ينهل من الكتب والمعارف مستعيناً بالله ثم بثقافته الأجنبية الغزيرة المبحرة في العلوم ، غير متظاهر بالعلم ، مع لين الجانب ، ولا يجد غضاضة أن يصلح بنفسه شيئاً أصابه العطب أو توقف عن العمل .. وهكذا هم الرجال كلما زادت درجتهم في الحياة ازدادوا سمواً واتساماً وتصالحاً مع أنفسهم .. وشقراء هي الموطن الذي خرج منه هذا الرجل، ولها أن تفخر بأنها كانت عُشّاً دَرَجَ منه أمثاله ، وشقراء في ذاكرته دائماً .. كيف وهو من أسرة كريمة ذات عَبَقٍ في تاريخنا المحلي في مدينتنا شقراء على وجه الخصوص ؟!.. والذين عرفوا الشيخ عن قُرْب لمسوا فيه خصالاً قلَّما تجتمع في شخص واحد ؛ فهو مجتهد في عمله ، لا يعرف الخمول والكسل، شغوف بالعلم والدراسة على صمت، وقد سمعت من شيخي أبي عبدالرحمن بن عقيل أنه بلغه تفوُّق الشيخ الحصين في القانون بالبلاد العربية ، وأن أستاذه عبدالرزاق السنهوري إمام القانون الذي عالج القانون المدني بأحكام الشرع الإسلامي ولا سيما الفقه الحنفي .. وقال: كم من مرة سأسأل الشيخ الحصين عن ذلك، ومن هم زملاؤه البارزون فأنسى .. وما قلت عن معاليه إلا ما سمعته ورأيته وعلمت به ، وأتمسك بالأدب الشرعي في الثناء فأقول: (هكذا علمته، والله حسيبه ، ولا أُزَكِّي على الله أحداً).. مع اليقين بأن إجماع المسلمين على الثناء أكبر بشرى للمؤمن .. وقد ترجَّل الشيخ عن منصبه رئيساً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعد عمر قضاه في خدمة دينه ووطنه ومليكه ناصحاً وواعظاً ومرشداً .. تظله المودة، ويستظل بالبساطة والدعة ، ويرى أنه لم يفعل كل ما تمناه ، لكن منذ متى كان العظام يُقاسون بمناصبهم ؟!.

* عضو مجلس أهالي شقراء


 1  0  1.5K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • راعي شعيله

    يقول إسماعيل مظهر:
    الاستقامه طريق الكرامه . وكأن إسمماعيل عنى شيخنا صالح ولو لم يعاصره
    أخي الكاتب
    كلمات خطها قلمك تنبض وفاء وكرم لقامة من قامات خدمة بكل إخلاص دينها ووطنهاومجتمعها
    تستحق الانصاف منامادام على قيد الحياة
    وإنني من خلالك ومن وحي قلمك أقترح أن نبادر بتكريمه
    (وترى الكريم لمن يعاشر منصفأ=====وترى اللئيم مجامب ألأنصافي )
    وبرعاية كريمه من شقراء الألكترونيه
    هنا في شقراء أوهناك في المدينه
    رجل يستحق ويهون من أجله كل صعب
    ورسالة لكل مخلص من أبناء وطننا تقول/ بذلتم من أجلنا كل جميل ولكم منا رد الجميل

    25-05-2012 01:18 صباحًا

جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...