• ×

05:10 مساءً , السبت 20 أبريل 2024

لقاء الشيخ عبدالعزيز المهنا في مجلة اليمامة: انتقالنا إلى الرياض كان قراراً صعباً وفيه شيء من الجرأة والمخاطرة

شقراء- حوار: محمد الحسيني .
مشوار الشيخ عبدالعزيز المهنا:انتقالنا إلى الرياض كان قراراً صعباً وفيه شيء من الجرأة والمخاطرة

ضيف المشوار تاجر ابن تاجر، ولد في بلدة الشعراء عندما كانت أحد أهم أسواق نجد، واشتد عوده في الأحساء التي وصفها بأنها كانت مركز العلم والتجارة والصناعة.
خالط الوجهاء والتجار من خلال عمله مع عمه عبدالله العلي المهنا الذي يصفه بأنه والده الثاني ومعلمه الأول، لكن السنوات التي أمضاها مشرفاً على أعمال سمو الأمير محمد بن سعود الكبير - رحمه الله - تركت في نفسه تأثيراً عميقاً..
مع ضيف المشوار الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم بن علي المهنا نستعيد ذكريات رحلة حافلة فإلى التفاصيل:

،، في عام 1351هـ ولد الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم المهنا. كيف كان حال بلدة الشعراء وقتها؟ وكيف كانت ذكريات الطفولة والنشأة؟
- ولدت ونشأت في بلدة الشعراء الواقعة في عالية نجد والقريبة من الدوادمي وتربيت فيها وكما قال الشاعر:-
بلاد بها نيطت عليّ تمائمي
وأول أرض مس جلدي ترابها
وكان جدي الشيخ علي - رحمه الله - في شقراء ثم انتقل إلى بلدة الشعراء في حدود سنة 1285ه، وهي بلدة تاريخية قديمة تقع في سفح جبل ثهلان الشهير وفيها سوق تجاري كبير يعتبر من أهم أسواق نجد في ذلك الوقت، ويفد إليه الكثير من الناس حاضرة وبادية. وقد اكتسبت الشعراء أهميتها لتوسطها في نجد وإحاطة قبيلة عتيبة بها. وقد نشأت ولله الحمد في بيت عرف بالغنى واليسار، وكانت الحياة ذلك الوقت بسيطة جداً خالية من التعقيد والتكلف والمجتمع كالأسرة الواحدة. وأما ذكريات الطفولة فيها فقد كانت جميلة فلم أنس دراسة القرآن في الكُتاّب على الشيخ ابن عبداللطيف ولا ذلك السوق التجاري الذي لا يزال صداه يتردد في أذنيَ وصوت الناس والبيع والشراء والحراج وجلب البادية وما يبيعونه فيه وكثرة الإبل والغنم والسمن وباقي البضائع ولا أنسى أيضاً الشبرميّة ونخيلها وأهلها وكانت بمثابة الممول الرئيس للشعراء بالتمر والرطب، وكان أهلي يشترون فيها في موسم التمر والرطب نخلاً فنذهب لجلبه أنا وبعض الإخوان وكانت الشبرميّة مشهورة عند أهل الشعراء بنخيلها ومائها.

هذه القصيدة تسكن وجداني

،، كان والدكم - رحمه الله - أحد الوجهاء الكرام كما كان الجد عالماً وإمامًا فكيف كان تأثير هذه البيئة في مشوار حياتكم؟
- والدي عليه - رحمه الله - توفي وأنا في سن الطفولة الأولى فلم أعرفه ولا أذكره، وكما يقال شهادتي فيه مجروحة، إلا أنه ترك لنا ذكراً حسناً وسمعة طيبة ولله الحمد، والبيت الذي نشأت فيه كان بيت علم وتدين فالجد علي - رحمه الله - كان إمام وخطيب جامع الشعراء وعلى درجة من العلم والورع والزهد، ولا شك أن ذلك له أثره على والدي وأهلي ولله الحمد. ومن الأشياء التي علقت في ذهني عن والدي رحمه أيام الطفولة والشباب قصيدة رثاء للشيخ محمد بن بليهد قالها سنة 1352هـ وكانت وفاته في 28 رمضان وكان له مع والدي صحبة وعلاقة قوية والقصيدة أحفظ منها:-
الدمع يجري على الخدين هتانا
من حادث قبل عيد الفطر أشجانا
بموت أشرف صحبي إن ميتته
ألقت على القلب آلاما وأحزانا
أبي عليّ علا في الخلد منزله
أناله ربه عفوا وغفرانا
ومنها:
لعل قبرا حوى بالأمس أعظمه
تكون تربته روح وريحا
ينصب فيه الرضا من عند خالقه
والله يجزي ذوي الإحسان إحسانا
بوركت من جدث ألقي به بطل
بقت مآثره في سفح ثهلانا
شهدتُ في مسجد الشعراء جنازته
يوماً عظيماً وما شاهدت أبكانا
والقصيدة طويلة. رحمهم الله وغفر لهم.

مجلس وملتقى علمي

،، تربيتم بعد وفاة الوالد - رحمه الله - في كنف العم الشيخ عبدالله بن علي المهنا فما الذي تعلمتموه منه؟ وماذا عن تلك الفترة؟
- كان لعمي الشيخ عبدالله العلي المهنا - رحمه الله - أثر كبير في حياتي فهو والدي الثاني ومعلّمي الأول؛ تربينا أنا وأخي علي وأخواتي - رحمهم الله جميعاً - في كنفه وكفالته فكان نعم المربي ونعم الأب، وكان شيخاً فاضلاً وعالماً متواضعاً تعلمت منه الكثير واستفدت من خُلقه وسمته وأدبه، وكنا في بيت واحد ومجلسه مجلس علم وأدب، أذكر أنه لا يخلو كل يوم من الضيوف خاصة طلبة العلم من أمثال الشيخ سعد بن يحيى وآل عبد اللطيف - رحمهم الله - وغيرهم، وكان لهم راتب كل يوم للقراءة والبحث والفائدة؛ وهو مجلس مفتوح إلى أن انتقلنا إلى الرياض في السبعينيّات الهجرية. وبالمناسبة فقد كان الشيخ سعد بن محمد بن يحيى - عليه رحمة الله - وهو عالم جليل وشاعر مبدع من الأصدقاء الأوفياء لوالدي وعمي عبدالله، وكان بينه وبينهما من المودة والأخوة شيء عظيم، وقد حزن لفراقهم وانتقالهم للرياض في حدود سنة 1373هـ فقال قصيدة أحفظ منها قوله:
حار فكري مما دُهي كيف صبري
قل صبري وزادت العبرات
لم يرُعني مثل الديار الخوالي
موحشات أبوابها مغلقات
خُلة ٌغادروا الديار وبانوا
حملتهم مراكب مسرعات
ما أظن الأقدار تجري كهذا
والمقادير كلها غالبات
ليت شعري هل بعد ذاك إياب
نرتجيه أو يستمر الشتات
رفقتي إن سلوتموا إن قلبي
شفّفته ذكراكمو الصالحات
إن في الناس عندنا لفروقا
لا سواء ضحضاحها والفرات
كل دار للعاقل الشهم دار
لا تضيق الديار والفلوات
رحم الله الشيخ سعد بن يحيى وغفر له ولوالدينا وأموات المسلمين.

،، ماذا عن دراستكم وتعليمكم؟
- درست في مدرسة الشعراء وهو ما يعرف بالكُتّاب ويسمى ب المَقرَى وتقع المدرسة في برحة تعرف بالحويشة شرق الجامع الأول وكانت قريبة من دارنا. درست عند الشيخ عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل عبد اللطيف وكان شيخاً وقوراً حافظاً ثم أكملت عند ابن أخيه الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل عبد اللطيف - رحمه الله - فتعلمت القراءة والكتابة وختمت القرآن نظراً عليه، وكان معلماً مخلصاً يهتم بنا ويحرص علينا وكان يخصّني بشيء من العناية لمكانة أبي وجدي عنده وآل عبد اللطيف أسرة اشتهرت بالعلم والفضل وبينهم وبين أهلي علاقة مودة ووفاء - رحمهم الله - ولا تزال بحمد الله إلى الآن، ثم درست في مدرسة الإحساء عندما انتقلت للعمل عند عمي الشيخ إبراهيم بن صالح المهنا - عليه رحمة الله - وتعلمت عنده الشيء الكثير فقد كان - رحمه الله - مدرسة أخرى من مدارس الحياة العملية التي استفدت منها وتعلمت فيها.

أعيان الإحساء وتجارها

،، كيف دخلتم مجال التجارة وما أبرز ما في الذاكرة عن تلك البدايات؟
- كانت البداية في بلدة الشعراء وكان لجدي علي ووالدي إبراهيم دكاناً في السوق ولهم في التجارة مجال لا بأس به خاصة مع البدو الذين حولهم وكان لهم علاقة قوية بهم وتعامل قديم قائم على الثقة والصدق والوفاء. وكنت أعمل مع عمي عبد الله وأخي علي - رحمهما الله - أيام الشباب بقدر استطاعتي خاصة الكتابة والتقييد ونحو ذلك، ثم بعدها انتقلت للإحساء وعملت عند العم إبراهيم المهنا وكان أحد التجار البارزين فيها وأحد الوجهاء والأعيان - عليه رحمة الله - وقد تعلمت منه الكثير وتعرفت على أعيان الإحساء وتجارها منه. ولا شك أن في الذاكرة الشيء الكثير ولكن لا أريد الإطالة حول هذا الموضوع لأن الأحداث والمواقف والشخصيات كثيرة ولا أود أن أذكر أحداً وأترك الآخرين ولهم جميعاً مكانة وقدر. رحم الله الأموات وبارك في الأحياء.

،، انتقلتم في بداية فترة الشباب إلى الإحساء فكيف كانت حينها؟ وكيف كان تعامل الناس بين بعضهم البعض؟
- الإحساء في تلك الفترة كانت من أهم وأكبر المناطق التجارية والزراعية في المملكة وكانت مقصد التجار وبلد العلم والحرف والصناعة وفيها وفرة المياه والعيون المشهورة، وكنت لا أنقطع عن زيارتها لوجود العم إبراهيم بن صالح المهنا وهو ابن عم شقيق لوالدي إبراهيم - عليهما رحمة الله -، وكان تعامل الناس في الإحساء من التجار والمزارعين والحرفيين وغيرهم قائم على المحبة والتقدير والثقة والتعاون وكأنهم أسرة واحدة. والجميع يعمل بهمة ونشاط كل في مجالة واختصاصه. وكانت الإحساء في ذلك الوقت مشهورة بأسواقها التجارية الكبيرة التي يأتيها الناس من كل مكان وفيها كل ما يحتاج إليه الحاضرة والبادية، وللإحساء ارتباط وثيق بنجد وأهله في جميع المجالات وأبرزها التجارة والبيع والشراء وكانت القوافل التجارية لا تكاد تنقطع عنها وتصدر لنجد أغلب المواد الغذائية الأساسية وأهمها التمور والأرز والقهوة والهيل والبهارات وأنواع والألبسة كالخام والبفت والبشوت وأنواع الغتر والشماغ وغيرها كثير.

بلد زراعي وتجاري

،، كان للشيخ إبراهيم بن صالح المهنا في الإحساء مجلس عامر تحدث عنه الكثير ولا يزال في ذاكرتهم فهل لكم أن تحدثونا عنه؟
- العم إبراهيم بمنزلة والدي - عليهما رحمة الله - وشهادتي فيه مجروحة وقد سبقته أفعاله وسيرته العطرة وتاريخه المشرّف تعلمت منه الكثير وكان نعم الرجل خلقاً وكرماً وفضلاً وكان مجلسه من المجالس المفتوحة كل يوم منذ الصباح الباكر وإلى صلاة العشاء وربما إلى ما بعد ذلك، وكان بيته ومجلسه يستقبل الجميع خاصة من يأتي من نجد من شقراء والدوادمي والشعراء وغيرها. وربما أقام بعضهم عنده أياماً عدة فكان يستقبل الجميع ويرحب بمن يأتيه، بل ويفرح بهم ويسعد بإكرامهم وكنا نلتقي في مجلسه بالأمير والعالِم والوجيه الأديب والتاجر والكبير والصغير. وكان - رحمه الله - لا يدخل الإحساء أحد من الأعيان أو الوجهاء أو العلماء والأدباء إلا ويقوم بواجب إكرامهم وضيافتهم والاحتفاء بهم فلم يكن مجرد مجلس فقط، بل أقرب ما يكون بالملتقى العلمي والأدبي، فضلاً عن كونه محلاً للبيع والشراء وكان معظم التجار الكبار آنذاك يزاولون تجارتهم في مجالسهم وكانت مهيأة لذلك وفيها غرف خاصة للكُتّاب وحفظ الدفاتر والمستندات والأوراق ونحوها. ويتميز الإحساء بالنشاط في الحركة التجارية والثقافية ويفد اليه الكثير من الناس من التجار وغيرهم من شتى البقاع من المملكة وخارجها كدول الخليج وغيرها لمكانته وكثرة المصالح والمنافع التي به فهو بلد عظيم له تاريخ عريق ومنزلة كبيرة. وفيه من التجار والأسواق والحرف والزراعة الشيء الكثير.

مناسبات الزواج كانت بلا تكلف

،، شهدت الإحساء أيضاً زواجكم فكيف جرى هذا الأمر؟ وماذا عن الأبناء؟
- علاقتنا بالإحساء قديمة انتقل إليها من شقراء العم صالح بن إبراهيم المهنا شقيق جدي الشيخ علي - رحمهما الله - في بدايات القرن الرابع عشر واستقر بها، فكان اتصالنا بهم أمراً طبعياً ومن الضرورات الاجتماعية ، فوالدي - عليه رحمة الله - تربطه بعمه الشيخ صالح وابنه العم إبراهيم رابطة قوية وعلاقة حميمية وبينهم من المودة والمحبة شيء عظيم. وقد شاء الله عز وجل أن اقترب أكثر من العم إبراهيم بزواجي من ابنته وتم ذلك بفضل الله تعالى. وكان الناس والمجتمع عامة في ذلك الوقت يسوده الألفة والتقارب والبساطة في جميع الأمور ومنها مناسبات الزواج لم يكن وقتها تعقيد ولا تكلف في حفلات الزواج تسير الأمور بيسر وسهولة، وقد تم بحمد الله على أحسن وجه وأفضل حال وكان زواجاً موفقاً سعدت باقتراني بابنت العم وهي أم أبنائي محمد وعبد الرحمن وإبراهيم وبدر - وفقهم الله وبارك فيهم - فكانت نعم المرأة ونعم الأم في تربيتها وأخلاقها ودينها وتواضعها - عليها رحمة الله.

الرياض وتأثيرها الاقتصادي

،، يعد الانتقال إلى الرياض في منتصف السبعينيات الهجرية المحطة الأبرز في مشوار حياتكم.. فلماذا كان هذا القرار؟ وكيف بدأتم العمل فيها؟
- الرياض كما يعلم الجميع بعد توحيد المملكة على يد المؤسس - رحمه الله - أصبحت العاصمة وهي محط أنظار الناس انتقل إليها أغلب التجار وكثير من أصحاب المهن، وشهدت نهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة جداً، فكان لها أثرها على المدن القريبة منه خاصة الأسواق والحركة التجارية، فمثلاً سوق مدينة الشعراء بعد الخمسينيات والستينيات الهجرية لم يعد كسابق عهده في البيع والشراء والنشاط التجاري، فقد تأثر كغيره من الأسواق الأخرى. فكان انتقالنا إلى الرياض يعتبر ضرورة لمسايرة الوضع والانسجام مع الحالة الاقتصادية والتجارية الراهنة، وقد كان انتقالنا إلى الرياض قراراً صعباً وفيه شيء من المخاطرة والجرأة لأنه ليس بالأمر السهل أن ينتقل الإنسان بأسرته كلياً من بلده الذي ولد ونشأ فيه إلى بلد آخر إلا أن الوضع بعد الانتقال أصبح عادياً لأسباب أهمها قرب الرياض وكثرة الجماعة فيه من الأقارب وغيرهم، وكذلك تقارب وتشابه الوضع الاجتماعي. وقد بدأنا العمل فيه كغيرنا من التجار في بيع وتسويق المواد الغذائية الأساسية بالجملة خاصة مع التجار والموردين الكبار كالشربتلي والجميح وغيرهم من تجار الرياض وهم كثر، وكانت العاصمة الرياض تشهد نمواً واسعاً ونهضة في جميع المجالات وتعد قبلة التجار وأهم المراكز التجارية والاقتصادية في ذلك الوقت، وقد كان لنا مع أكثر أهلها خاصة من التجارعلاقات طيبة وتعامل حسن، ولنا معهم ذكريات جميلة وتقدير واحترام متبادل ولا تزال بحمد الله إلى الآن تتجدد في المناسبات واللقاءات وغيرها.

،، متى كان قراركم بالتفرغ لأعمالكم الخاصة؟ وماذا كانت طبيعة تلك الأعمال؟
- قبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أذكر أنه وتحديداً في الثمانينيّات الهجرية تشرّفت بالعمل عند صاحب السمو الأمير الراحل محمد بن سعود الكبير - عليه رحمة الله - مديراً لأعماله الخاصة ومشرفاً عليها، واستمررت قريباً منه إلى وفاته عام 1415هـ وقد كان عليه - رحمه الله - والداً للجميع؛ أسر الناس بأخلاقه وأفضاله، فكان شخصيّة فذّة تتميز بالبشاشة ودماثة الخلق وكريم الخصال، بل كان مدرسة بكل ما تعني الكلمة، استفدت شخصياً من علمه وسمته ودينه وكرمه وتواضعه ونزاهته، أحبه البعيد والقريب والخاص والعام، وكان صاحب تجربة كبيرة في الحياة معاصر لكثير من الأحداث والوقائع، راوياً لها وملّماً بكثير من الأشعار والقصائد والقصص وغيرها. فكان عملي عنده وقربي منه شرفاً كبيراً أعتز به في كل وقت وحين ولا أنسى وبحكم قربي منه أيضاً أنني تشرّفت بمعرفة أنجاله الكرام الذين تأثروا به وساروا على نهجه - رحمه الله - فكانوا نعم خلف لخير سلف وفقهم الله وبارك فيهم.

،، المجتمع السعودي تغير كثيراً في السنوات الأخيرة.. كيف ترون هذا التغير من منظور الإيجابيات والسلبيات؟
- لا شك بأن التغير واضح وليس عندنا فقط، بل في جميع الدول العربية والبقاء على الحال من المحال، ومواكبة التطور ومسايرة الواقع أمر ضروري جداً ويجب ألا يتعارض مع ثوابت ديننا وعقيدتنا وإرثنا الاجتماعي، وأن نستفيد من هذه الطفرة وهذا التغير بما يعود علينا وعلى بلدنا الغالي بكل نافع ومفيد. يجب على المجتمع أن يكون أكثر وعياً وثقافة وتعاوناً وتكاتفاً، وأن نعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق، فكلما كان المجتمع قوياً في دينه وانتمائه وثقافته كان متماسكاً ثابتاً لا يضره شيء ولا يؤثر فيه أحد. لا شك أن هناك أمور سلبيه وإيجابية ولعل الخير يغلب الشر بإذن الله تعالى.

،، الشباب هم عدة المستقبل وشباب اليوم يجدون أنفسهم أمام تحديات كثيرة.. ما نصيحتك لهم؟
- لا شك بأن الشباب عماد الأمة وعدة المستقبل وهم رجال الغد وعليهم مسؤوليات كبيرة وأمامهم تحديات كثيرة وخطيرة، ولكن الشباب المخلص لدينه وقيادته ووطنه يجب أن يكون واعياً مدركاً لكل ما يحاك ضده من مكائد ومؤامرات، يجب على شباب الأمة أن يكونوا على قدر المسؤولية. وألا ينجرفوا وراء التيارات المشبوهة والأفكار المنحرفة، عليهم أن يتمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بلا إفراط ولا تفريط. وأن يعملوا لدينهم ووطنهم بكل إخلاص وتفان وأن يستثمروا الوقت والجهد والمال ويتسلحوا بسلاح العلم والمعرفة وأن يكونوا شباباً عاملين يقدّرون العمل سواء الحكومي أو الخاص ويقومون بالواجب المناط بهم دون تساهل أو إهمال. كما أنصحهم بالمشاركة والاستثمار في سوق العمل حتى ولو كانت البداية ضعيفة دائماً، وكما يقال السيل يكون من النقط. وأخيراً أتمنى أن يكون الشاب السعودي مثالاً يحتذى في علمه وأخلاقه ونشاطه وبره بوالديه وأهله ومجتمعه.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
عبدالله المقحم  6.0K