• ×

03:00 صباحًا , الجمعة 19 أبريل 2024

مجموعة وفاء الكلمة تكرم الشيخ ابن عقيل الظاهري بحضورمدراء جامعات و نخبة من رواد العلم والأدب والثقافة

صحيفة شقراء- محمد الحسيني كرمت - مجموعة وفاء الكلمة - التي تضم كل من الدكتور عبدالله الغذامي ، والأستاذ عبدالله الناصر ، والأستاذ حمد القاضي ، والدكتور إبراهيم التركي ، الأديب والعالم الموسوعي الشيخ محمد بن عمر العقيل - أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري - ؛ والذي يعد رمزاً ثقافياً ، ورائداً معرفياً ، تتلمذ أجيالٌ على كتاباته وبحوثه وبرامجه وذلك وفاءاً لما قدمه من جهود مخلصة لخدمة الدين والوطن والمعرفة والإبداع وذلك في أمسية ثقافية جمعت نخبة من رواد العلم والأدب والثقافة من مختلف مناطق المملكة في مزرعة آل ناصر في الدرعية من مساء يوم الأربعاء 13 ربيع الآخر 1438هـ في جوٍ مفعم بمشاعر الأخوة والتقدير والسعادة بالمحتفى به.

وقد افتتحت الأمسية بكلمةٍ إرتجالية ترحيبة ألقاها الأستاذ عبدالله بن محمد الناصر استعرض فيها بداية معرفته وعلاقته بالشيخ الظاهري ، وما سمعه منه عن الحداثة في إحدى ندوات النادي الأدبي في الرياض ، وتحدث عن دعوته لأبي الرحمن في لندن وإقامة ندوة ثقافية ماتعة آنذاك خلال ثلاثة أيام ثقافية ، خصص يوماً ثقافياً لأبي عبدالرحمن ، وكان ذلك بحضور معالي الدكتور القصيبي رحمه الله وغيره من الأدباء والمثقفين العرب .
ثم ألقى كلمة الدكتور عبدالله الغذامي نيابة عنه الدكتور إبراهيم التركي التي جعل عنوانها (ظاهري أم ظاهرة) جاء فيها : ظهر أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري إعلاميا في مطلع السبعينات وكان لظهور اسمه وقع مدهش ، فالاسم يتشكل من عقدة ثقافية وكأنها ألغاز فهو لا يمت لمعهود الأسماء الصحفية ، ولا لمنظومة الصيغ المرمزة التي تعود الناس ظهورها لكتاب وكاتبات لا يودون إظهار أسمائهم الحقيقية . ثم إن الاسم هذا هو من صناعة صاحبه ، والمعتاد عرفيا أن الأسماء هي من تشفع لأصحابها ، كأن يكون الاسم فئويا أو طبقيا أو وظيفيا ، أو مصحوبا بلقب علمي أو رتبة رسمية ، وبعض كان يأخذ اسما نسويا يساعد على لفت النظر . ويتبع حال الدهشة هنا أن الاسم المختار يجمع بين قطبين متنافسين دلاليا ، فهو ( أبو ) و (ابن) في آن واحد ، وهو منحاز فكريا لمدرسة فقهية لها مرجعيات جدلية عالية الجدلية ، وابن حزم الظاهري ظل علامة على الجمع بين المعاني المتضاربة ، وبعضها يتنافر في نظر كثير من الفقهاء قديما وحديثا، وهذا ما حدث مع شخصية أبي عبد الرحمن الظاهري ، فقد مر بعواصف ثقافية بدءا من نقاشه المنشور مع القصيمي ، ومرورا بكشفه عن ذائقته الغنائية وعن تفضيلاته في عالم الغناء ، وظهر على القنوات الفضائية في وقت مبكرا جدا ، حين كان أقرانه يحرمون حتى وجود الدش على سطح البيت بغض النظر عن نوعية المشاهدة ، فما بالك بمشاهدة تجمع الشيخ مع المذيعة النجمة ، ويظهر الشيخ في مقالات يروي فيها قصصه مع اللقاء محتفيا بحدث كان من طبعه أنه مستفز ومغضب لأناس يرونه شيخا منهم ومثلهم ، ولكن العودة للاسم الذي ترسم له عبر قطبيه الدلاليين ( أبو / ابن ) فإننا سنلحظ الشيء ونقيضه ، فهذا الرجل هو أبو التراث وهو ابنه في آن ، حيث ينهل من منابع التراث ولكنه يتصرف مع المعطى الأصل باجتهادات لا يخاف من كشفها ، ولا يتردد في المحاماة عنها ولو اقتضى الأمر سلاسل من المقالات وتتلوها كتب وندوات ، ولا يستصغر نقطة تبدو ضئيلة عند غيره ، ولكنها عنده تتحول إلى بحر من التحدي المعرفي الذي يندب نفسه له . تلك هي شخصية أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري بكل ما يحمله الاسم من جدلية تقدمت على جدلية صاحبها وسبقت كل كتاباته وشغبه العلمي لتكون تفسيرا بنيويا لنص ظل صاحبه يكتبه فصلا فصلا وكلمة كلمة ، ولم يترك فضاء من مناشط الاستقبال إلا واقتحمها باسمه الذي ترسخ حسب صيغة ( ابن التراث وأبو التراث ) في ملخص مضغوط لسيرة قلم جدلي ، امتهن الجدلية حتى صارت علامة ، له وعلامة عليه ، بما إنه الأب والابن معا ، والظاهري المهووس ببواطن الأشاء حتى لكأن الظاهرية قراءة للمضمر وليست وقوفا عن شروط ظاهر النص ، وكأنه يتسمى بالشيء ويفعل غيره في آن واحد ، وهنا تحركت جدلية الاسم وجدلية صاحبه في كل شأن فكري تصدى له مما جعله ظاهرة وليس ظاهريا فحسب.
ثم جاءت مشاركة الأستاذ حمد القاضي تحدث فيها عن مواقفه مع الشيخ وخاصة بعض المواقف وما حصل معه في المجلة العربية وقرار الفصل الوصل ، وقد نشر ذلك في كتاب ابن عقيل (شيء من التاريخ) .. وذكر أبياتاً جميلة لغازي القصبي رحمه الله :
يا بان القضاة الميامين الجحاجيح
من كل شهم كريم الاصل ممدوح
اما رفقت بشيخ شاعر فطن
جم المواهب ذي دين وتسبيح
فكيف يا أيها القاضي يباغتنا
هذا القرار بإلغاء التباريح
إن التباريح للقراء فـاكــهــة
تجلو عناء كتابات السناكيح
فيا لها شذراً أستودعـــت عـبـراً
مملؤةً صوراً تُوحي بما توحي
ثم شارك الدكتور إبراهيم التركي أصالة عن نفسه بكلمة بعنوان (بين التفاؤل والتضاؤل) قال فيها :إن شيخنا أنام في ذواتنا التفاؤل وأيقظ التضاؤل أقولها اليوم شعراً:
سعيت نحوك لا أدري متى أصل
يقودني الحاديان الشوق والأملُ
لقياك حلمٌ ولكن الخطى تعبت
ولم أقدر إلام الدرب يرتحلُ ؟
ظننته فرق أميالٍ سأقطعها
ببعض خطوٍ ويدنو بعدها زحلُ
ظننته تيه أعوامٍ قد انصرمت
وبعضُ ركض سيحييها فأكتملُ
ظننته ورقًا يرنو إلى قلمٍ
وصورةٍ فكذا يبدو لنا البطلُ
سئمت ظني وأُعلمت :المدى لغةً
يضيئها السعي .. أين السعي يا رجل؟
تفسير تفسير" هذا "لهو" سانحةٍ
من التراث و"وردزوورثٌ" به ثملُ
مع "ابن حزم" جلوت "العشق" في دعة
وفي "التباريح" غَرسٌ مورق خضل
حاورتَ "صاحبَ أغلال" بلا ضجرٍ
وفي "الأنابيش" ما يرجوه منتهلُ
أتعبت من هو مثلي جاء مؤتزرًا
ببعض بعضٍ وهذا البعضُ مرتجلُ
أيقظت فينا مسار البحث مبتدرًا
ريادة لم تزل بالعلم تحتفل
يا سادة الرأي هذا الجمعُ منبعه
حبٌ ووعيٌ وتقدير لمن بذلوا
فشيخنا لم يزل للبحث منقطعًا
وأنسُه بذوي القامات يكتحلُ
فاهنأ بما غرست أولاك من فننٍ
لا يذهب العرف" مهما حادت السبلُ
أشرعت لي عقلك المحظيَّ قاصدُه
وقلتَ عنيَ ما فاضت به المقلُ
فلن يعادل حرفٌ منك ملحمةً
مني فعذرًا إذا ما ضلَّت الجملُ
وجاءت بعد ذلك كلمة للشيخ أبي عبدالرحمن ابن عقيل ؛ وهي كلمة مؤثرة ، وتابعها بحوار مفتوح مع مداخلات من الحاضرين منها مداخلة : الأستاذ محمد القشعمي ، والدكتور محمد بن خالد الفاضل ، والدكتور فهد السنيدي ، وشارك الأستاذ عبدالعزيز العيد مدير القناة الثقافية السعودية المكلف ، بطلب أن تكون القناة منصة لدروسه وثقافته .
ثم ألقى الشيخ ابن عقيل الظاهري قصيدة قالها في صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى وكان قد ألقاها في حفل بحضور سموه في أمسيته الثقافية في منزله
بالرياض 25/2/ 1417هـ : ونشرت في ديوانه (معادلات في خرائط الأطلس) بعنوان ( الملك أفيح ، والديار مريفة) قال فيها :
الجيل ينعى ما عناه القيل
عصماؤه التكرار والتجهيل
يا نايف العلياء هذا حفلنا
يشكو القريض وعندك التحصيل
فالملك أفيح والديار مريفة
والأمن ظل حاطه التنزيل
لله صدرك أي رحب ضمه
ثبت الجنان إذا الخطوب مثول
يا خادم الحرمين هذا نهجكم
يرعاه منكم من حواه الغيل
وأختمت الأمسية بقصيدة ماتعة ألقاها الشاعر الأستاذ عبدالله عبدالرحمن الزيد بعنوان (يبادله المجد الهوى).
نالت استحسان الحضور .

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
سامي السبيهين  1.8K