• ×

06:04 صباحًا , السبت 27 أبريل 2024

طيور الزينة في "محمية الوشم" .. العالم يغرد في مكان واحد

صحيفة شقراء - محمد الحسيني الألوان المتنوعة والزاهية والأصوات الرائعة والتغريد الذي يغلف الجو بمسحة من الجمال الأكثر روعة، هو القاسم المشترك في عالم طيور الزينة التي تملك قلوب الأطفال والكبار حيث يسعى كل منهم لامتلاك واحد أو أكثر من هذه الطيور للاستمتاع بشكلها الرائع، وصوتها الجميل.
وفي الآونة الأخيرة لم تعد طيور الزينة مجرد هواية، فقد تحولت إلى تجارة في عدد من المدن، وتخطت قيمة التجارة فيها بدولة مثل الأردن 70 مليون دولار سنوياً تقريباً، فيما تقام بالمملكة ومعظم الدول العربية أماكن لبيع تلك الطيور، ومستلزماتها من أقفاص وعلاجات وإكسسوارات.
ومن مظاهر الإعجاب الشديد بتلك الطيور ما يحدث ببعض الدول كالمملكة والعراق وغيرهما، حيث تُقام مسابقات لجمال الطيور، تعتمد معايير اختيار الطائر الفائز باللقب فيها على عدة أشياء كالعنق والساق القصيرين، وعرض الكتفين وطول الجناح، وغالباً يفوز فيها طائر البخارى، وهي طيور يرجع أصلها إلى جزيرة بخارى بإندونيسيا، فيما تُقام معارض سنوية لتلك الطيور في عدد من دول الخليج العربي، ودول أوروبا وتشتهر هولندا بذلك، إذ تجتذب المعارض التي تُقام بها سنوياً أكثر من عشرة آلاف عارض يمثلون أكثر من 20 دولة على مستوى العالم إضافة للكثير من الهواة والمحترفين، وكذلك إسبانيا التي شهدت مؤخراً فعاليات معرض ومونديال 65 العالمي للطيور بمدينة العامرية، وشاركت فيه نحو 30 شركة مثلت قرابة 10 دول أوروبية.

محمية الوشم


في السعودية التي يذهب الكثير من شبابها لرؤية وجلب طيور الزينة من عدة دول عالمية وينفقون الكثير من الأموال في سبيل ذلك، ثمة محمية باتت معروفة باسم "محمية الوشم" في مدينة اثيثيه بين مدينتي شقرا ومرات، وقد نبعت فكرتها في ذهن صاحبها خالد بن سعود التميمي المحب للطيور منذ صغره، فأنشأ لنفسه محمية صغيرة بصفة عائلية، ثم تطورت لديه الفكرة عندما أشار عليه كثيرون بتوسعتها، وإتاحتها للزوار بعد أن رأوا جمال محتوياتها التي يمكنها أن تضاهي كثيرا من مثيلاتها في الاماكن السياحية خارج السعودية.
تمتلئ المحمية بعدد كبير من الطيور التي جلبها التميمي من عدة دول كأستراليا وأندونيسيا واليابان ومنطقة شرق آسيا بوجه عام، وكذلك الهند وأوروبا وشمال إفريقيا والجزيرة العربية.
وفي اللقاء الذي أذاعته القناة الأولى بالتليفزيون السعودي في بداية انطلاقها قال خالد إن الأمر لم يكن سهلاً، فهو عندما بدأ كان عدد الطيور تقريباً 250 طائر، وقد قضى حوالي 4 أشهر تقريباً في تدريبها وتعويدها على المكوث بالقرب منه والأكل من يده، فيما اعتنى بتزويد المحمية ببيئة تحاكي بيئة الطيور الأصلية، ولذا سيكون طبيعياً إذا ذهبت إليها أن تسمع أصوات الرعد والبرق وتشاهد هطول الأمطار الصناعية، كما تقوم المكيفات بجعل درجة الحرارة 26 مثلاً بدلاً من أربعين كي لا تشعر الطيور بتغير بيئتها المحيطة بها، كما أن المحمية مغطاة كاملة بالشبك، ومزودة بنظام معين لا يسمح بدخول أشعة الشمس سوى بنسبة 20% فقط.
نسبة الإقبال على المحمية تُعد كبيرة جداً من الزوار ومن يحجزونها ساعة يتمنون لو طالت الفترة أكثر، وعادة يتولى التميمي تعريف الزوار بالطيور وأنواعها وطرق تربيتها.
وزاد خالد في حديثه لـ "صحيفة شقراء" بالقول إن عدد الطيور بالمحمية الآن يبلغ اكثر من 700 طير، فيما يصل عدد أنواعها إلى حوالي 12 نوع، وهي تشمل عدداً من أجمل الطيور الموجودة بالعالم، ومنها : طائر "العندليب" الذي أحضره من اليابان، والجولدين الذي جلبه من هولندا ويجمع جسده بين (5) ألوان مختلفة، إضافة إلى طيور أخرى منها : الحسون والياسمين والكناري، والزيبر والقمري والقطا والخياط وطير الجنة، وذلك من عدة دول تشمل أوروبا وشمال إفريقيا.
عمر المحمية حالياً يبلغ العامين تقريباً، وتختلف أوقات زيارتها تبعاً للظروف المناخية، ففي الأجواء المعتدلة والباردة تفتح المحمية أبوابها من الساعة التاسعة صباحاً، وحتى السادسة مساءً، أما في أوقات الصيف فتبدأ من الساعة الرابعة مساءً وحتى السادسة فقط، وهي مسجلة بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وكذلك بوزارة التجارة وبهذا تستطيع المحمية جلب و استيراد الطيور النادرة من الخارج.


image

image


image

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
admincp1  3.5K