• ×

02:26 مساءً , السبت 20 أبريل 2024

admincp
بواسطة  admincp

أزمة فكر أو تفكير

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

أزمة فكر أو تفكير

الفكر هو ما استجمع في العقل من معلومات , و أحداث و خبرات منذ الولادة وحتى آخر يوم في حياتنا، والتفكير هو طريقة معالجة تلك المعلومات والخبرات وربطها لتخرج بموضوعية هادفة . والدماغ هو محتوى رأس الإنسان من مخ ومخيخ وأعصاب تربطهما. والعقل هو الفطرة السويّة للإنسان. والكلمات الأربع جميعها غير محسوسة ماعدا الدماغ. وكان من الضروري كتابة هذه المقدمة قُبيل الدخول في صلب الموضوع.

يزداد الفكر لدينا بتقادم العمر فينا فكل يوم في حياتنا هو إضافة جديدة لفكرنا، ونتحكم نحن بنسبة كبيرة بنوعية المعلومات التي يتم تخزينها في الفكر عبر دراستنا وثقافتنا واطلاعنا وقراءتنا ومشاركاتنا مع المجتمع وأضف لذلك المعلومات الخاصة بالروائح والموسيقى والنظر. ونجد من بيننا من هو ذو فكر رياضي أو طبي أو ديني أو علمي ... وتطول بنا قائمة التصنيفات في الفكر. ولكن هناك من ينوّع في مائدته الفكرية ويجعلها متوازنة ما بين مختلف أنواع العلوم الشرعية والدنيوية .

أما فيما يخص التفكير الذي يبدأ من سن الطفولة ويعتمد على الاستدراك و الاستدلال والتحليل والارتباط والتجربة. ومن امثلته البسيطة ( الطفل عندما يلمس إبريق الشاي الساخن ويشعر بالألم لا يعاود الكرة مرة أخرى) التجربة السابقة أصبحت جزء من فكره، وتفكيره هو الاستدلال بتلك التجربة وعدم ممارستها مرة أخرى. ولكن في مجال التفكير والذي هو لُب الموضوع الاساسي، وهو كيفية التفكير ونوعيته. في مسائل الرياضيات الذهنية في عدم وجود آلة حاسبة يصنع الدماغ سبورة كبيرة افتراضيه تكتب عليها المسألة وتعالجها وتحلها وتكتب الإجابة وقد تكون مُغمضاً عينيك لزيادة التركيز . وعندما تريد كتابة بيتٍ من الشعر وهو الذي يتطلب في المقام الأول موسوعة مفردات إضافة إلى الموهبة والمعاناة والقدرة على رسم الشعور إلى كلمات. فإذا لم يكن الفكر حاوياً لتلك المفردات ولم يكن فيه الموهبة المتمكنة فلن تستطيع كتابة بيت الشعر بتلك الروعة التي تتوقعها.

ومن الطرق الأخرى للتفكير. التفكير العاطفي وهو الذي تغلب عليه عاطفتك دون عقلك ، ومن أمثلته المحلل الرياضي لمباراة بين فريقين يشجع أحدهما، تجد تحليله لا إرادياً انصب لمصلحة فريقه، أو ذلك الذي يكون الحكم بين ابنه و ابنته، قد تأخذه عاطفة الحب والدلال لابنته في تفكيره و طريقة معالجته للأمر. والأمر مستمر كذلك بين الزوجات

أذاً أزمة الفكر تسهل معالجتها بكثرة القراءة و الاطلاع وتنمية الدماغ بالمعلومات بشكل دائم والحرص على تنوعها، وقد يكون شخص في العشرين يفوق فكراً لشخص في الثلاثين وهذا يعتمد على كمية المعلومات ونوعيتها. فهذه الأزمة بأيدينا أن نعالجها و نبدأ بتنميتها.

ولكن نبقى مع أزمة التفكير وهي الأهم وهي ما تُشكل حياتنا اليومية وترسم طريقنا للمستقبل ، ولعل قيادة المرأة للسيارة كانت هي الحدث الأبرز في مجتمعنا طوال الأيام الماضية في مجالسنا وديوانياتنا وفي العالم الافتراضي ( الإنترنت) وحتى في خُطب جوامعنا . وتفاعلت الآراء بين مؤيد ومعارض واحتدم الحوار إلى أن وصل لحد الإساءة لكل طرف وتباغضت الكلمات بوصف كل فريقً الفريق الآخر. فكانت تلك هي أزمة تفكير أكثر مما هي أزمة خلاف.

الفريق المؤيد يرى أن تسوق زوجته السيارة لمشاوير المدارس والبقالة والمستشفى والزيارات العائلية والاجتماعية بنفس حشمتها عندما يكون لها سائق. بينما يرى الفريق المعارض أن قيادة المرأة قد تمهد لخروجها وتكون بداية لتغريبها والعبث بها وتكثر المفاسد وتقل المنافع، و ينتهجون في ذلك (درء المفاسد مقدم على جلب المنافع). وكلاهما بما فكر فيه صحيح.

يقول المؤيد : يوجد في بيئتنا نساء في البادية يقدن السيارة والشاحنة وصهريج الماء منذ زمن بعيد والموضوع مقبول لدى المجتمع وليس مستهجناً أو مستنكراً ، فقد دفعتها الحاجة لفعل ذلك . ويقول المعارض: إنها في تلك البيئة بعيدة عن الضرر الواضح والخشية عليها أقل بكثير مما لو قادت في المدينة.

نحن نعاني من أزمة تفكير حقيقة وبدأت تأخذ منحنى الإقصائية أكثر مما ينبغي ونسينا أن الأصل في الإنسان العقل مما يعني كلُ فيما ذهب إليه سديد الرأي. وهناك فئة كبيرة في المجتمع التزمت الصمت وعدم الخوض في تلك القضية وهي من ترى الموضوع بزاوية ثالثه وهو ( أن المجتمع غير جاهز الآن لقيادة المرأة) ، قول الحق فيما لا يعارض الحق هو حقيقة لابد من أن نقنع بها.




بواسطة : admincp
 4  0  1.9K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • ناصر عبد الله الحميضي

    أحسنت المقدمة ومدخل المقال ، وأجدت في كل المقال و بسط الفكرة والتفكير ، في العقل والمعقول والعاطفة
    وعلينا دوما أن نأخذ من أهل العلم رؤيتهم وبعد نظرهم ، وأن لا يكون قبولنا للشيء بناء على ميولنا ورفضه ناتج من هوانا ، وتسيرنا الأصوات ، وتهب بنا الريح أينما حبت
    تقديري لك

    31-10-2013 09:22 مساءً

    • ماهر البواردي

      اسعد الله يومك يابو عبدالله

      تأملات في حال الإنقسام في المجتمع ما بين مؤيد ومعارض لقيادة المرأة للسيارة ، دعتني للتأمل فيما نحن عليه مختلفون. ووجدت أن الجميع يشتركون بنفس الفكر ويختلفون بطريقة التفكير. وقس على ذلك أموراً كثيرة.

      أكثر ما كان يهم هو تلك النعوت الرخيصة للطرفين بسبب الخلاف.والتي لا يقبلها عاقل مسلم. قد نختلف ولكن لا ينبغي أن نسيء لمن نختلف معهم. وهذه ثومة الموضوع.


      المقال القادم ( التعليم وفن إيصال المعلومة) لعله يمتع الفكر قليلاً.


      تقبل التحية من ارض الضباب ( الخبر)

      03-11-2013 09:48 صباحًا

  • فهد ابو محمد

    اخوي ماهر تحيه طيبه ،،، تقبل احترامي ،،، اخالفك فيما ذهبت اليه حين عرفت الفكر بانه هو ما استجمع في العقل من معلومات ،،، ماتحدثت عنه هو الذاكره ، الفكر هو تحريك العقل واعماله وليس كل ذي عقل بصاحب فكر .

    01-11-2013 04:57 مساءً

    • ماهر البواردي

      اخي الفاضل / ابو محمد


      لك الإحترام والتقدير. منيب مخالفك ابدا باللي تقوله. المخيخ هو الذاكرة للمعلومات جميعها للإنسان. ولكن تلك المعلومات تحتاج إلى ان تتوزع وتترتب في مساحة تُعرف بالفكر. وطريقة ترتيبها والإنتهاء بنتيجتها ذلك هو التفكير. ولعلي مخطيء ولكن بعد قراءة التعريفات والمعاني لتلك المفردات وصلت لهذه النتيجة.

      والعقل كما اسلفت بالتعريف هو شيء غير محسوس ويعكس الجنون . فكل عاقل لديه فكر ويختلف من شخص لآخر.

      خذ مثلاً الطفل ابو 10 سنين له عقل ولكنه طفل وأحياناً يعطي راي أو ينجز أمراً يفاجأنا به. بسبب صغر سنة.

      جميعنا نملك الفكر بمقاسات مختلفة ، وجميعنا نحمل التفكير بمخارج مختلفة.


      ولازلت اقول أنا أقبل برأيك. وأختلف في جزئياته. ولكن الأهم أقبل بفكرك واتشرف به.


      وتقبل التحية والتقدير

      03-11-2013 09:54 صباحًا

  • فهد ابو محمد

    تيحة عطره اخوي ماهر الاختلاف لايفسد للود قضية ،،، فليكن هذا نهجنا للمناقشة ،،، خذها قاعدة اي انتقاد صدر مني هو للنص وليس لشخصك ،،، اتشرف بك ايها الشقراوي .

    04-11-2013 06:31 صباحًا

    • ماهر البواردي

      وانا اخوك ما يبقى في دنيانا غير الذكر الطيب. والقلب الابيض لو قسى عليك يظل أبيض وما أجمل قسوته. الله لايحرمنا طلتك. وأنتظر رأيك في مقال الخميس القادم. فهو يمس قطاع التعليم لدينا


      تقبل احترامي وتقديري لكم

      04-11-2013 10:46 صباحًا

  • ابو حسين

    السلام عليكم/ كلام ذهب الله يخليك يا أستاذي المحترم (( أبو خالد )) قبله على جبينك . غرد فكلي أذان صاغية
    وشكرا.

    06-11-2013 12:05 صباحًا

جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...