• ×

01:42 صباحًا , السبت 20 أبريل 2024

admincp
بواسطة  admincp

ليلة العمر ... الأديب سعد البواردي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
كانت كلمات مزلزلة في معانيها، واختزلت العمر الطويل في كلمة باتت معانيها راسخة في جميل سردها ووقعها واثرها. نطق قلبك يا أبا عبدالرحمن بما لم ينطق به لسانك، كانت الصورة في عينيك مؤلمة ولكن مساحة الفرح جففت دموعها قبل أن تتساقط

وأقتبس رائعة من روائع الأديب في ليلة التكريم ""أجهدني صمتي و أجهشني صوتي وأنا أقرأ في نهاية عمري عنوان نافذة التسعين، أكاد أطرقها، فتحت لي زاهية الألوان ما أجمل أن أدخلها بوثيقة إنسان، خاصمت العجز عن الشكر، وعن صمت البوح المثقل ووسط لساني نبض إنسان، هذا صوتي يهزم صمتي، شكرا.. شكرا.. شكراً وبالعرفان كلماتي هي ذاتي وحياتي أكتبها بضمير حي وبنان، أطرحها حباً وبلا كتمان، يا قلبي، يا ألمي، ويا أملي، ذا أنت تشدوا تكريمك جاء مسك ختام""

يستحي قلمي أن يصف قلمك، ويعجز فكري عن مجاراة فكرك، ولا أملك السنين التي عشتها لكي أعيشها، ولا أملك شيئاً سوى أن أراك جبل اللغة العظيم ينساب من خلاله شعرٌ عذبٌ صاف كماء المُزن، وعلى جنباته ارتسمت أزهار الأدب ومعاني اللغة وبديع الكلمة.

قبل أكثر من ثلاثين سنة كنت أقرأ شعرك، ولم أكن أعي جمال اللغة حينها، لربما المعلم كان له دور، ونضجنا وتعلمنا وعُدنا لتلك الكلمات، كم تنميت أن أكون القلم بين أناملك، ليرسم لي طريق الإبداع في اللغة وجميل الشعر والنثر .

عندما يجهد الصمت الروح، ويبدو الصوت كالبكاء دون دموع، وأنت من مضى في الطريق الطويل كثيراً، وجدت شمساً جديدة تعيد إليك الشباب، وشعرت بالعنفوان يدب فيك من جديد، وانطلقت من تلك الروح العتيدة كلمات كالفراشات في جمالها وكالجبال في علو معانيها، فأمطرت وابلاً جميلاً من معاني استمتعت بها.

يا أبا عبدالرحمن، لقد كانت ليلة العمر.. ليلة زفافك إلى فاتنة لغات الكون لغتنا العربية، أتقنت الغزل فيها، وداعبت معانيها وروضت مفرداتها، ونطقت بها كما هتيف المطر في يوم الربيع. نفخر بك جميعنا وتفخر بك شقراء القديمة والحديثة، وتفخر بك أوراق الكُتب وصفحات الجرائد ومنابر الفكر. شقراء لاتزال بنتاً فتية وأبناؤها في ميادين الأرض سطروا إنجازات في الدين والأدب والتجارة . شكراً لشقراء وشكراً لأهل شقراء الكرام.

تأخر التكريم يا أبا عبدالرحمن كثيراً، وأنت ما زلت شامخاً بفكرك واوراقك المتناثرة، كانت ليلة تكريمك فرح اللغة بفارسها ومهما بلغت من العمر ستظل فارس الكلمة ومهندس معانيها، وأحد رواد الصحافة والإبداع في وطننا الكبير. شكراً .. شكراً.. شكراً، فقد أمتعتنا بجميل الأدب والفكر

بواسطة : admincp
 1  0  1.7K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • ابراهيم محمد ابوعباة

    يستأهل ابا عبدالرحمن كل خير

    15-02-2014 07:12 صباحًا

جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...