• ×

02:37 مساءً , الجمعة 19 أبريل 2024

admincp
بواسطة  admincp

الشوفة الشرعية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الشوفة الشرعية

أيام القرية الصغيرة، كانت البيوت متلاصقة وكذلك قلوب ساكنيها، وكانت أخلاقهم واحدة. الجميع يعرفون بعضهم البعض. فزواجاتهم كانت تتم بالسرية والكتمان، خطبة بين الأمهات بزيارة ضحى خاطفة، وبعدها تنسيق مع الآباء. وبعدها زواج جميل بسيط في السطح للنساء والأرض الفضاء للرجال.

لا يوجد هناك أي تعقيدات في ارتباطهم، بل كانت تساهيل، ومجتمع يرغب في الستر والحلال. لم يكن هناك سؤال: هل هو معقد نفسياً أو راعي سفر، أو هل هو يشرب أو يدخن، أو هل هو يصلي؟. كانت تلك الأسئلة غير معرفة في قواميسهم. وهذا طبيعي لصغر حجم المجتمع والمدينة. وساهمت التربية الصحيحة وانعدام وسائل الترفيه بأنواعها في وجود شباب يعتمد عليهم.

لم نصل للنهاية بعد ... أضف إلى ذلك أن الجميع كان يعمل، لا يوجد منزل به شاب يافع متسدح أو متبطح أو ينتظر عمل، كانوا يعملون إما بالفلاحة أو التجارة وأنواعها أو الرعي، أو الهجرة للبحث عن رزق. مما يعني أن الشاب كان يستجدي معنى المسؤولية، ومعنى العمل . وكذلك البنت، تجدها لم تصل للخامسة عشرة وهي تجيد التدبير المنزلي والطبخ والنفخ والسنع. وإذا كان هناك نساء في زيارة لبيتهم، تجدها شقردية في العمل الدؤوب والضيافة معهن، لتخلق لهن منافسة جميلة من منكن سوف تكون "خالتي"

الآن....

والكلام هنا ليس تعميماً. الشاب يريد ممشوقة القوام بدون أن أسهب بالوصف، ويريدها جميلة جداً وشعرها طويل... إلخ من تلك الطلبات. والسبب في ذلك المقارنات في مخيلة الشاب مما يراه في الإعلام بأنواعه. وتحصل هناك تنازلات مع مرور الوقت. وهذا بدوره ضغط على بعض البنات وأصبحن مفتونات بعمليات تجميل استنفذت موارد مالية لا داعي لها.

وهنا يقع على عاتق الأب السؤال عن المتقدم لابنته، وهنا نجد نوعين، الأول يسأل كم رصيده في البنك "وش حلاله وحلال ابوه وش مكانتهم الاجتماعية" . وهذا يكفيهم للإجابة بــــ ( نعم)، والثاني من يسأل عن صلاة وصلة رحم، عن أخلاق وحسن تربية، ومن هم أقرانه وزملاؤه. وهذا يكفيهم للإجابة بـــــــــ( نعم).

ويأتي موعد الشوفة الشرعية (بدون تعميم). فالبنت تذهب للصالون من أجل أن تبدو جميلة، ولكنها غير واقعية، فهي تعطيه وجهاً لن يراه سوى في المناسبات وتلك مصيبة. والشاب قد يكون أصلع وساعده الشماغ في الإخفاء ولكنها لا تعيبه، ولكن من حق البنت أن تعلم عن ذلك.

بعض الشوفات تأخذ وقتاً طويلاً، وقد يحدث في القليل منها (خلوة) فتصبح غير شرعية. وبعضها مثل أحدهم عندما أراد أن يذهب للشوفة الشرعية. استضافه الأب في جلسة جميلة بحوش البيت. وجعل البنت تمشي في أقصى البيت بمحاذاة السور وتعود. شاهد "زول" من بعيد، ولازم يعطي قراراً هل تنفع لتكون زوجة أم لا. القصص كثيرة في هذا الصدد وهي ليست بموضوعنا

الشرع واضح جدً في الشوفة الشرعية لا إفراط ولا تفريط. الولد والبنت من حقهما أن يشاهدا بعضهما لدقائق معدودة. فهما في صدد تأسيس شراكة مدى الحياة بتوفيق الله أولاً وآخراً. نصيحتي للبنت في الشوفة الشرعية دعيه يشوفك كما سوف يشوفك كل يوم في بيتكما، ونصيحتي للشاب لا تجعل الشكل معياراً اساسياً وتنسى المضمون فهو الذي يبقى مع العمر وما للجسد غير الذبول.

بواسطة : admincp
 0  0  1.9K


جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...