• ×

03:14 مساءً , الخميس 28 مارس 2024

محمد بن عبدالله الحسيني
بواسطة  محمد بن عبدالله الحسيني

الطريق إلى حج آمن يبدأ من هنا !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.
.
.
أكثر ما يتعجب الانسان منه هذه الأيام المباركة أن يتحول موسم الحج الذي تترقبه الملايين كل عام إلى قضية سياسية تتداخل فيها أطراف عدة، ويظهر من خلالها رغبة بعض الدول في تحويل الحج وهو مناسبة دينية بحتة إلى أزمة، حتى تنجح في مخططاتها الرامية إلى إظهار بلادنا بمظهر الدولة العاجزة عن حماية أمنها، وأمن زوار البيت الحرام القادمين من كل أطراف العالم.
هناك عدة ملاحظات تسترعي الانتباه في هذا الأمر أولها: أن ما سبق يتم تداوله كل عام بالرغم مما يشاهده العالم كله وما يلمسه من حرص شديد على سلامة الحجاج وأمنهم، وأيضا ًرغم ما يراه الجميع من قرارات وأنظمة جديدة تدفع بها الدولة تجاه توفير أقصى حد لأمن الحج والحجاج، مع الحرص الأشد على عدم منع أي زائر من ممارسة شعائر الحج، طالما التزم بالقوانين والأنظمة التي وضعتها الدولة لحمايته، وحماية الملايين معه.
وفي الحوار الذي أجرته جريدة "الرياض" منذ أيام مع الفريق خالد بن قرار الحربي قائد قوات أمن الحج بدا الرجل صارماً وهو يؤكد عدم السماح لأي كان برفع شعارات سياسية أو غيرها، لأن الحجاج يجب أن يعيشوا في جو إيماني وروحاني بعيد عن أي شيء آخر، كما كان حازما ًوهو يؤكد الضرب بيد من حديد على كل من يسيء لأمن الحج والحجاج.
أما الملاحظة الثانية فخاصة بالتصرفات غير المسئولة من بعض المواطنين والمقيمين، والمتعلقة بالحج بدون تصريح، والقفز على الأنظمة، وعدم مراعاة الظروف الأمنية، والتسبب في مشاكل لا حصر لها، فضلا ًعن التعرض لقائمة من العقوبات التي وضعتها الدولة، للحد من تلك التصرفات، لكن يبدو أن البعض مصر على إلغاء العقل تماماً، فرغم أن الكثيرين سبق لهم تأدية الفريضة أكثر من مرة، إلا أنهم مصرون على تأديتها للمرة العاشرة.
ولا أدري في الحقيقة سبباً لكل ذلك خاصة وأن هيئة كبار العلماء بالمملكة أكدت أن الحج بدون تصريح، "حرام شرعاً" وقالت كذلك إن إدخال الحجاج إلى المشاعر المقدسة بدون تصريح صادر من الجهات المعنية "أمر لا يجوز".
وإذا افترضنا جدلاً أن الناس لم تقرأ هذا الكلام، فإنهم لا شك علموا بقائمة الغرامات المالية التي تم إقرارها وأولها السجن لمدة 15 يوماً لكل من يُضبط وهو ينقل حجاجاً لا يحملون تصاريح حج نظامية، وغرامة مالية مقدارها (10) آلاف ريال عن كل حاج يتم نقله، مع إمكانية مصادرة وسيلة النقل نفسها.
وفي حال تكرار الفعل نفسه في المواسم القادمة فإن الغرامات تزداد حيث يُعاقب المخالف بالسجن لمدة شهرين بدلاً من أسبوعين، وترتفع الغرامة إلى (25) ألف ريال عن كل حاج يتم نقله، فإذا تكرر الوضع في العام الثالث يتعرض المخالف للسجن لمدة 6 أشهر، وبغرامة مالية قدرها 50 ألف ريال عن كل حاج، فإذا كان المخالف غير سعودي يتم ترحيله بعد تنفيذ العقوبة، ويمنع كذلك من دخول السعودية وفقاً للمدة المحددة نظاماً.
سبحان الله .. بعد كل هذا ورغم كل ذاك التشديد وتلك الغرامات تقرأ أخباراً عن ضبط حجاج أغراهم مهربون بتجاوز نقاط التفتيش بملابسهم العادية دون أن يحرموا من ميقاتي السيل ووادي قرن، وضبط عدد آخر من الحجاج المخالفين بجبل الكر (الهدا)، بعدما سلكوا الجبال قبل نُقطة التفتيش الأمنية، وغيرهم ممن يتم ضبطهم من قِبل رجال الأمن المنتشرين على سفوح الجبال والأودية لرصد المتسللين.
ومشكلة هؤلاء المخالفين أنهم لا يدركون أن رغبتهم في الحج بتلك الطرق الغريبة والشاقة تسبب اضراراً كبرى لإخوانهم الذين يلتزمون بالأنظمة، سواءً في السكن أو النقل، فضلاً عن أن المخالف لا يخضع للتفويج، وبالتالي يلجأ للافتراش، فيعيق حركة الحشود، ويتسبب في كثير من الحوادث، ويعطل حركة ومصلحة الحجاج النظاميين.
أما الملاحظة الثالثة والأخيرة فهي أن الوطن يتعرض خلال أيام الحج بصفة خاصة لحملة إلكترونية شرسة ومنظمة تتمثل في نشر أخبار مفبركة، وبث إشاعات مغرضة، وفيديوهات قديمة، وتمريرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج التراسل كالواتس وسناب شات وغيرها، حتى يتم تناقلها على نطاق واسع، مما يحدث ضرراً كبيراً بالمملكة وصورتها، وهو ما يستدعي من الجميع عدم المشاركة في تلك الحرب الالكترونية بدون قصد، حيث يجب التأكد من مصدر المعلومة قبل نقلها، وإعمال العقل والتفكير في ضررها حال نشرها، وحبذا لو شارك شبابنا في تفنيد تلك الشائعات وحاربوها فعلياً، فالخطر على وطنهم شديد، ويجب أن يكون كل منا فرد أمن، يبلغ السلطات المختصة إن رأى خطراً يحيق ببلده، وينشر إيجابيات رجال الأمن، ولا يتصيد لهم الأخطاء، فهم بشر والحمل ثقيل عليهم، ويتصدى بنفسه لأي إشاعة يرى فيها نذير الفتنة.
لذا فإن على الجميع أن يتعاونوا، ويفعل كل منهم ما هو مطلوب منه فقط، ويساهم مع غيره في جعل الحج خالياً من أي شيء يعكره، والمواطنون والوافدون شركاء في ذلك كله، فالجميع يعيش في وطن واحد تتطلب سلامته تعاونهم لتحقيق المصلحة العامة، وليس فقط البحث عن المصلحة الشخصية الخاصة.

بواسطة : admincp1
 0  0  897


جديد المقالات

بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...


بواسطة : عبدالله عبدالرحمن الغيهب

. اليوم ١٨ ديسمبر يوافق اليوم العالمي للغة...