.
.
.
الحمد لله على قضائه و قدره ، له ما أخذ وله ما أعطى وكل شي عنده بمقدار، نصبر و نحتسب رغم ما يعتري العقل من ذهول والقلب من حزن والنفس من إنكسار، بوفاة والد الجميع الشيخ "علي الطويل " تفقد شقراء قامة من قاماتها ، وبوفاته يمر شريط من الذكريات لهذا الرجل النادر في كل مقاماته ، أذكر منها ذلك اللقاء الراسخ ( لقاء الجمعة ) الذي بدأ قبل أكثر من ثلاثين سنة ، وكان لشخصيته المنفتحة ونفسه القريبة من الجميع أثر في تحول هذا الاجتماع من اجتماع فئوي عائلي إلى اجتماع جامع لجميع الأطياف والشرائح والأجناس بكل حب و وفاء وتصافي ، لم يكن شخصاً عادياً، بل كان في علاقته شخصاً استثنائياً ، وحين تبحث تجد أن صفات سامية هي التى جعلته يملك هذا المقام من نقاء سريرة ، تقوى، ورع، صفاء نية،طهارة قلب، محب للجميع و يحبه الجميع ، أرضى ربه فرضي عنه خلقه ، أعطى ربه فأعطاه حُب خلقه٠ لم يكن محصوراً في قومه ، بل كان عالمياً في علاقاته ، و رغم ما يعتري العلاقات واللقاءات والاجتماعات من بعض المنغصات أو التجاذبات والاستقطابات يميناً و يساراً ، بقي رحمه الله في منطقة وسط ، مقبولاً من الجميع متصالحاً مع الجميع ، أرضى ربّه وتصالح مع نفسه فقبله وأحبه الجميع من خلقه. وفي الطاعات كان من المجتهدين في ذلك ، بقي يؤم الناس في الصلاة سنوات تُعادل أكثر من نصف عمره ، طاهر اللسان من كل الآفات التي تفسد الأعمال ، مُكثراً لذكر و قراءة القرآن وصلاة الليل والتهجد والقيام. مجلسه لا يُمَل ولا يخلوا من الفكاهة و القصص والروايات الجادة والهادفة . ذو حمية جامحة لشقراء ،يتلمس شؤونها ، و يحرص عليها ، ويحثنا ويشجعنا في تعاهدها. كان يفتقدنا لو غبنا ، و يسأل عنا ويتعاهدنا بالتواصل مع شقراء وأهلها ،ويحتفي أيما إحتفاء بمن يخدم شقراء ويعمل لها. أنتم شهود الله في أرضه ، هذا جانب يسير مما عرفناه عن هذه القامة والذي ذهب بهدوء مشتاقًا لربه . رحمه الله رحمة واسعه ، وأسكنه فسيح جناته ، ورفع درجته في الفردوس الأعلى من الجنان. عزاؤنا في أبنائه البررة الذين هم مشاعل من نور ، ومشاتل خير وبر و إحسان، وهنا همسة و وصية لهم بالإبقاء على (لقاءالجمعة) كما هو ، لما فيه من عدة مكاسب : منها الاجتماع والتواصل المفيد ، وما ينبثق عنه ويتمخض منه من معلومات وفوائد ،وفي ذلك أيضاً ثواب لما به من صلة وبِر به رحمه الله . لن ننساك ، ولن تهدأ نفوسنا من ألم فراقك. نسأل الله أن يعوضنا خيراً، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
ابنك المحب لك والمكلوم لفراقك "عبدالرحمن بن عبدالله البواردي " ٩ محرم ١٤٣٨ للهجرة.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
عبدالله بن سليمان الهلق
إنا لله وإنا اليه راجعون
اللهم أغفر له وأرحمه
11-10-2016 12:40 صباحًا
الرد على زائر
مهندس/ ابراهيم ابوعباة
اللهم اغفر له وارحمه واسكنه جنات النعيم
12-10-2016 11:19 صباحًا
الرد على مهندس/ ابراهيم ابوعباة