• ×

04:47 صباحًا , الجمعة 29 مارس 2024

يوسف بن عبدالعزيز المهنا
بواسطة  يوسف بن عبدالعزيز المهنا

فقيد المصحف والمحراب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
image


.
.

ودعت شقراء وأهلها بالأمس القريب شيخاً جليل القدر ، نابه الذِكر ، كريم النفس، خافض الجناح ، متجافٍ عن مقاعد الكِبر، يأسر القلوب بتواضعه وسمته وخُلقه ، في صفات قلّما تجتمع في أحدٍ بعينه.
قضى - رحمه الله - جُلّ وقته في العبادة والذكر وقراءة القرآن .أجمع الناس على محبته وتقديره واحترامه
نحسبه - والله حسيبه - من أهل الصلاح والنُسُك والزهد والتأله.
جمع الـفضائل كـُلِها فـكأنما * أضـحى لـشخص المكرمات مثالاً
والحديث عنه وعن زهده وسمته وفضله وكرمه يطول .والعبرة من ذكر ذلك ليس الإخبار فقط وإنما الاقداء والتأثر جاء في الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه: من كان مقتدياً فليقتد بمن قد مات؛ فإن الحي لا تؤمن فتنته.
والشيخ (علي الطويل) رحمه الله مدرسة في العلم والأدب والزهد ،وصلة الرحم والتواضع. وكان يَعلم قدّس الله سرّه أن التواضع يُكسِب السلامة ويورث الألفة ويرفع الحِقد ، وأن تواضع الشريف يزيد في شرفه وتكبّر الوضيع يزيد في ضعته .
عمر أوقاته بالصلاة والتهجد وتلاوة القرآن ومراجعته وتعاهده بالليل والنهار فكان يختم القرآن كل ثلاثٍ وغالباً الاثنين والخميس . يجد فيه أنسه ولذته وحياته فلا يُضيّع فرصة عنه ولا يأخر حزبَه من ليل أو نهار . فسبحان من هداه وسبحان من قوّاه .

لِلَّهِ قَوْمٌ أَخْلَصُوا فِي حُبِّهِ * فَرَضِي بِهِمْ وَاخْتَصَّهُمْ خُدَّاما.
قَوْمٌ إِذَا جَنَّ الظَّلَّامُ عَلَيْهِمُ * بَاتُوا هُنَالِكَ سُجَّدًا وَقِيَاما.

وأما لين الجانب، ودماثة الخُلق، وسماحة النفس. فحدث عنها ولا حرج. رحيب الصدر، حَسَن الحديث يدخل على المستمع السرور والأنس دون تكلف أو مبالغة ، حديثه مفيد وكلامه قصد. قانعا بما رزقه الله والقناعة كنز ثمين أراح نفسه وجسده من عناء الدنيا وكدحها ومزاحمة الناس عليها وعلم أن الغنى غنى النفس ليس بكثرة مالٍ ولا رصيدٍ ولا عَرَضٍ زائلٍ .

تجمّل إذا ما الدهر أولاك غلظة * فإن الغِنى في النفس لافي التموّل

ومع هذا كله لم يغفل عن واجباته الاجتماعية والتزاماته الأسرية يقدّر الجميع ويقوم بالنافلة فضلا عن الواجب يزور القريب والمريض والصغير والكبير ويسأل عن الناس وأحوالهم ويتفقد الأهل والأبناء والاقارب والأصدقاء ويحرص على أمورهم وأحوالهم مجلسه عامر في بيته بعد صلاة كل جمعة ومغرب كل يوم وفي مزرعته كل عصر . جعل الله في وقته بركة وسراً ليس له تفسير الا فضل العمل الصالح وخبيئة بينه وبين ربه لا يعلمها الا الله وخاصة أهل بيته.
كان عليه رحمة الله بَرّا بوالديه رحيما بهما فرزقه الله بِرّ أبناءه وأحفاده فلم أر مثله مع أبناءه ولم أر مثل أبنائه معه فسبحان من وفقهم وأكرمهم لبرّه وخدمته والإحسان إليه .
هذا وإن المصاب فيه جلل وفقد مثله على النفوس كبير، ويُعزي الجميع أن ماعند الله خير وأبقى ولعل المولى عز وجل إختاره لذلك في مقعد صدق عند مليك مقتدر والله تعالى يتولى الجميع بفضله وكرمه وهذا مايسلّي النفس عن فراقه ويطمئن الخاطر على فقده والا

فكـيـف يطـيـب للمكـلـوم عـيـش*وأحـبـاب لـــه سـكـنـو الـلـحـودا

اذا ماخِـلـتُـهـم تـلـقــاء عـيــنــي *تـكـاد بـيـىَ الفسـيـحـةُ أن تـمـيـدا

أننسـاهـم وكـيـف الـخِـلُ يُنـسـى *وقــد عشـنـا بـهـم زمـنـاً مـديـدا

رحمه الله رحمة واسعة وأنزله منازل الأبرار والحمد لله أولا وآخرا.

بواسطة : admincp1
 1  0  2.5K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • عبدالله بن سليمان الهلق

    غفر الله له وجعل الجنة مثواه

    11-10-2016 01:48 صباحًا

    الرد على زائر

جديد المقالات

بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...


بواسطة : عبدالله عبدالرحمن الغيهب

. اليوم ١٨ ديسمبر يوافق اليوم العالمي للغة...