.
.
.
لا يمكنك إلا أن تبتسم وانت تقف امامه لأن ابتسامته بحجم السماء وبنكهة المطر ، حيت كانت حياته تسير بيننا ببياض ونزاهة وعفوية وسلاسة قل ما تجدها في زمننا هاذا ، ولا يمكنك إلا أن تحزن عليه وفي نفس الوقت تفرح له حين تذكر سيرته العطرة ؛ أخذه الموت كما اخذ الصحابة والشهداء والصالحين، لم تقدر عليه الحياة بكل مغرياتها و غوايتها ولزوجتها وأشراكها المتنوعة والمتلونة أن تصطاده فعاش متوجاً بحب أهل شقراء ومن عرفه من غيرهم ، فقبل أمس كان علي بن عبدالله الطويل قد ضرب موعداً لقلوبنا وذكرياتنا في قياس حبنا له حين سلم أمانته لرب العالمين ومات بأمر الله وقضائه، فحزن أول من حزن عليه الطيب والطهارة والسكينة والصفاء ومجالس شقراء وناسها ونسناسها ، لكنه رحل عنا ولم يأخذ معه ذكرياته وحكمته وسلامة قلبه من أي سواد يمكن أن يتصور صغره وحتى كبره فقد ظلت معنا كل هذه الأشياء والمعاني وسنسددها له بالدعاء لأبي محمد، وهذه ديدنا الرجال الفضلاء يذهبون إلى قبورهم ويتركوننا نسدد أفضالهم ليس علينا بل على الدنيا التي يركض خلفها كل غر ومغرور وجاهل ومجهول وغني وفقير ومعدم إلا من تفضل الله عليه بقلب مثل قلب أبي محمد( الطويل ) في قامة لطفه مع الجميع وحبه لهم ، ( الطويل) في كرهه للنميمة ، ( الطويل) في صبره واحتسابه ، ( الطويل) في وطنيته وحبه لشقراء ومن سكن فيها؛انه عطاء لم تًشبه عاديات التغير والتبدل .
رحم الله نديم المحراب الامام خمسين عام ؛ فقد مرته الحياة بعظمة إغراءاتها وكبر مساراتها وظل كبيرا عنها ومنتصرا عليها بنشر التعامل النبيل مع الصغير والكبير وزرع التسامح في كف كل من صافحه وبث الحمد والشكر في كل نفس من حادثه من قريب أو غريب ، رجل يقدم غيره على نفسه ويحب غيره مثل نفسه، اللهم اجمعنا واهله وأبنائه وكل من دعا له في جنات الخلد ، فهو من القلائل الذي لم يعاني الموت في أخذ روحه لأنها تخفق بصفاء وتتطهر كل يوم بنقاء ، وخفيفة لم يثقلها حب الحياة وبهرجها الغشاش .
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم