نحمد الله على ما من به على وطننا من وجود الحرمين الشريفين وخدمتهما والعمل بأحكام الشريعة ونشرها ومساندة الدول الإسلامية وغيرها ودعمها وتبني القضايا الإنسانية ونصرتها كل هذا فيض من غيض وقطرة من بحر.
وحيث أن بلادنا رعاها الله تمر بظروف خاصة نتج عنها توقف بعض ما تعودنا عليه من امتيازات مالية وظيفية والتي كان لها صدى ظاهر على المجتمع والذي
أنقسم على أثرها بين غلاء في الوطنية وبين جفاء على الوطنية وكلن يدلو بدلوه ويصارع على أن رايه هو الصواب ويراهن على وطنيته وانتمائه ويقابله راي حطم الوطنية ودق نعشها ودفنها بيديه وتخلى عنها وكلاهما على نقيض صاحبه فمن راهن على وطنيته وبالغ في التغني بها ونسي أوجاع صاحبه وأنينه من ألم القرض وهم الدين وغلظة المؤجر رقص على أنغام المطبلين من زمرته ولم يراعي مصاب غيره الذي فرح الأعداء بموقفه حيث خذل وطنيته حينما مدت يدها له وأقفل قلبه الحنون وأغلظ بلسانه عليها ولم ينصفها ويحتويها وهنا يظهر الوطنيون الحقيقيون والذين يجمعون الصف ويلملمون الكلمة ويرفعون راية الوحدة حيث يواسون المحتاج ويربتون على كتف المحب بكل صدق وحنان وذلك يتجلى بإخلاصهم في عملهم وابتعادهم عن مصالحهم الشخصية طامحين لبناء مستقبل واعد للمواطن يعيش فيه براحة واطمئنان متنعماً بما يخرجه وطنه من أرضه وبحره وخيراته.
وهكذا هي الحياة تتبدل والأحوال تتغير فأين المتعظون والمعتبرون وليكن لنا في من حولنا عبرة وعضه كيف كانوا وأين اصبحوا نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والصحة والإسلام ولنتدبر هذه السورة العظيمة بما تحمله من لفتات خالدة لذوي الالباب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3)
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم