المتطلع لعملية التقدم المستمر في التعليم لمواكبة التغيرات التكنولوجية والتقنية واهتمام عدد من التربويين على مستوى العالم بمحور العملية التعليمية (المتعلم)، ويتحقق نجاح المعلم في أداء مهمته في تحقيق الأهداف التربوية من خلال استخدام طرق وأساليب تدريسية تكفل للمتعلم حصول التعلم ومن هنا يتوجب على المعلم التنويع في طرق التدريس التي تتناسب مع المتعلم من ناحية خصائص نموه وقدراته وامكانياته واستخدام أحدث الطرق التدريسية التي يمكْن استخدامها لتحقيق أهداف التعلم.
وللحديث عن طرق التدريس العامة وطرق تدريس ذوي صعوبات التعلم وواقعها في المناهج والمأمول منها يتوجب علينا الحديث عن مفهوم عملية التدريس التي اعتبرها طه (2010م، ص31) نشاطا متواصلا يهدف إلى إثارة التعلم وتسهيل مهمة تحققه من خلال مجموعة من الأفعال التواصلية والقرارات التي يتم توظيفها من قبل المعلم الذي يقوم بدور الوسيط في الموقف التعليمي. ويعرف زيتون (2001م) التدريس بأنه نشاط إنساني هادف ومخطط وتنفيذي يتم فيه التفاعل بين المعلم والمتعلمين وموضوع التعلم وبيئة التعلم بهدف نمو الجانب المعرفي والمهاري والانفعالي لكل من المعلم والمتعلمين ويخضع هذا الإجراء إلى عملية تقويم مستمرة.
تاريخ تطور طرائق التدريس:
يذكر زاير وأخرون (2014م، ص35) أن فكرة الطريقة معتمدة أساساً على الملاحظة والمحاكاة، فالإنسان البدائي كان ينقل خبرته إلى غيره بطريقة المحاولة والملاحظة ولكنه على الرغم من طريقة تفكيره الساذجة كان يدرك سر النجاح في نقل بعض الخبرات وأسباب إخفاق بعضها الآخر. ووجد أنه إذا نقل خبرته إلى المتعلم بطريقة مشوقة وواضحة وجذابة تأثر بها وإذا نقلها بطريقة جافة فاترة أو غامضة مضطربة لم يتأثر بها.
بقي مفهوم الطريقة حتى منتصف القرن السادس الميلادي في إطار التلقين والإلقاء والمناقشة والحوار. ثم تطورت الطريقة إلى استخدام الحواس وطريقة المحاولة واللعب وطريقة حل المشكلات والتعليم على أساس الخبرة وطريقة المشروع وغير ذلك. وفي القرن العشرين أصبح التدريس علما له قواعد وأصول ترتكز على مقررات علم النفس وعلم النفس التربوي والتربية وعلم الاجتماع والإشراف التربوي والإدارة والوسائل وغيرها حيث يعني التدريس نشاطا مخططا وموجها إلى تعديل سلوك المتعلمين نتيجة للخبرة والتجريب.
مفهوم طرق التدريس:
يقصد بمفهوم طرائق التدريس بأنها سلسلة الفعاليات المنظمة التي يديرها المعلم داخل الصف الدراسي لتحقيق أهداف الدرس وتتضمن المواقف التعليمية والأنشطة واستخدام الوسائل وفق خطوات منظمه لإكساب المتعلمين المعرفة والمهارات والاتجاهات المرغوب فيها. (زاير وأخرون، 2014م، ص36)، وتعتبر طريقة التدريس من عناصر المنهج الأساسية، حيث يتم من خلالها تحديد دور المعلم والمتعلم في العملية التعليمية، وتحديد الأساليب الواجب اتباعها، ووسائل الاتصال التعليمية المطلوب استخدامها والأنشطة التي يفترض القيام بها؛ لتحقيق الأهداف المنشودة من التدريس ( الشافعي، وآخرون، 1436هـ، ص127). وهذا المفهوم ينطبق على مفهوم طرق تدريس ذوي صعوبات التعلم إلا أن الاختلاف أن التدريس في برامج صعوبات التعلم يعتمد على التدريس الفردي في الغالب نظرا لحاجة المتعلم وقدراته وتتميز طرق تدريس ذوي صعوبات التعلم أنها من الطرق العلاجية التي تستخدم لرفع مستوى المتعلم ليصل لمستوى أقرانه في الصف، وقبل إعداد الخطة الفردية وطريقة التدريس المناسبة للطالب ذوي صعوبات التعلم يجب على المعلم الإلمام بخصائص نمو المرحلة الابتدائية بشكل عام وخصائص طلاب ذوي صعوبات التعلم بشكل خاص.
خصائص نمو الطلاب في المرحلة الابتدائية:
طلاب هذه المرحلة في سن ما بين السادسة حتى الثانية عشر، مرحلة هامة في حياة الطفل لأنها نقطة تحول اجتماعي هام في حياته، إذ ينتقل من محيط الأسرة إلى محيط المدرسة التي تعتبر مجتمعاً جديداً عليه، له متطلبات جديدة.
ففي هذه المرحلة كما يراها القرارعة (2008م، ص125) ينبغي الاعتماد على حواس المتعلم والتركيز على مشاهداته وملاحظاته، كما ينبغي التدرج في التدريس من الأمثلة الملموسة إلى الأفكار المجردة، والاهتمام بالقصص، والألعاب التعليمية، واتقان المهارات اللغوية والحسابية. أما في المرحلة المتوسطة والثانوية فيصبح التوافق الحركي أكثر توازنا، وتنمو القدرة على تعلم المهارات واكتساب المعلومات، ويتطور الإدراك إلى المستوى المجرد، ويزداد الاعتماد على الفهم والاستدلال، وينمو التفكير والقدرة على حل المشكلات، وإصدار الأحكام على الأشياء، وتظهر القدرة على التحليل والتركيب.
وقد تحد الإعاقة من قدرة الطالب على التعلـّم من خلال طرائق التدريس العادية، مما يستوجب تزويده ببرامج تربوية خاصة تتضمن توظيف وسائل تعليمية وأدوات وأساليب مكيفة ومعدلة. ( الخطيب ، 1994 : ص 124)
واقع طرق تدريس ذوي صعوبات التعلم
تتميز الخطط التربوية لطلاب ذوي صعوبات التعلم في أنها تبنى على حسب احتياج الطالب معتمدة في ذلك على نقاط القوة وتتحدد الأهداف بناء على نقاط الاحتياج لدى الطالب ومن هذه الأهداف يقوم المعلم بصياغة الأهداف السلوكية بمثابة العنوان الرئيسي للدرس لينطلق منه ويستخدم الاستراتيجيات المناسبة والأنشطة وأساليب التقويم المناسبة للطالب والتي تعتمد في الغالب على استراتيجيات التعليم العلاجي، وهو:
1. التدريس المباشر: ويقوم على وضع أهداف محددة واضحة ليعمل الطلاب على تحقيقها، وصياغة وترتيب الأنشطة التربوية في خطوات متسلسلة، وإتاحة الفرص لاكتساب المهارات الجديدة، وتقويم وتقديم التغذية المرتدة الفورية لتصحيح المسار التعليمي للتلميذ أولاً بأول.
2. التعلم الإيجابي أو الفعال: ويستند إلى تشجيع التعلم التفاعلي بين التلميذ والبيئة ومادة التعلم، والاستناد إلى الخبرات السابقة للتلميذ عند تقديم المادة التعليمية الجديدة، وإعداد الطالب ذهنياً وفكرياً ودافعياً في عملية التعلم، وتشجيع التلميذ على الاندماج في عملية التعلم .
3 . أسلوب النظم : وهو نشاط تعليمي يشكل نطاقا له مكوناته وعناصره وعلاقاته وعملياته التي تسعى إلى تحقيق الأهداف المحددة وهو يتألف من (المدخلات – العمليات - المخرجات - التغذية المرتدة). ( الخطيب ، 1994م، ص 128 - 138 )
مستقبل طرق تدريس ذوي صعوبات التعلم
لا يختلف مجال تدريس ذوي صعوبات التعلم عن مجال تدريس العاديين وتنطبق عليه جميع العوامل المؤثرة في تطور أنظمة وطرائق التدريس الحديثة، ونتيجة للمخرجات الضعيفة في العملية التعليمية لذا يجب على المختصين في مجال صعوبات التعلم إعادة النظر في العملية التعليمية لطلاب صعوبات التعلم للوصول إلى التدريس الفعال الذي يفعل من دور الطالب في التعلم فلا يكون الطالب مستقبل للمعلومات فقط بل مشاركا وباحثا عن المعلومة بحيث ينمي التدريس في المتعلم القدرة والمهارة على البحث تحت إشراف المعلم مستخدما طرق التدريس العامة وطرق التدريس القائمة على التعلم الذاتي وتفعيل استخدام الحاسب في التعليم واستخدام طرق التدريس الحديثة مثل التعلم النشط والتدريس المتمايز وحل المشكلات والعصف الذهني وغيرها من طرق التدريس الحديثة التي تناسب قدرات واحتياجات طلاب ذوي صعوبات التعلم.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم