• ×

06:26 صباحًا , السبت 5 أكتوبر 2024

ناصر بن عبد الله الحميضي
بواسطة  ناصر بن عبد الله الحميضي

الصحافة الورقية يمكنها أن تنافس على الثقة والمصداقية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

كتب الكثيرون وتكلموا عن المستقبل للصحف الورقية والالكترونية ، وبناء على المستجدات السريعة والتي زادت من وتيرة تسارعها في الآونة الأخيرة وضعوا توقعات و مقارنات وقد انحصرت رؤيتهم في طول عمر كل منهما و سيادته على الساحة ، وكل متوقع إمكانية طول النفس لكليهما ، فالتزايد المتواصل لأعداد الصحف الالكترونية والصمود لبعضها ، وأيضا صمود الورقية والثقة والمصداقية فيها رغم التكاليف للورقية هو الذي سوف يحدد البقاء . وراهن البعض على النتائج كل يرى في وجهة نظره صواباً ، وقد تجاهلوا في بعض زوايا الحديث اعتبار المفهوم الصحفي مستقلا و أن الصحافة أيضا تنفرد عن كل وسائلها وربطوا بين ثبات أو تنحي الوسيلة مع ثبات وتنحي الصحافة ، وهذا خلط عجيب ، فالصحافة شيء ووسائلها وأدواتها وحتى القائمين عليها جانب آخر ليس بينهم ترابط لازم .

لأن الصحافة فن مستقل وعلم له بقاؤه ، ابتداء من أساسه الشفهي أو الشفوي الذي يمكن أن ينسب له تاريخ الصحافة التي لا تقع تحت إشراف محدد ، ثم وسائل استجدت إما بكتابة وتدوين وأوراق أو بالشريط والصوت والصورة أو بالوسائل الحالية وسيأخذ بما سيكون في المستقبل .

وباعتبار أن طبيعة الوسائل متغيرة من حال إلى حال ، وليس بالضرورة من حسن إلى أحسن ، ، فالصحافة وإن كانت التسمية مشتقة من الصحف فهي باقية على التسمية والوظيفة والاستمرارية ضمن المسمى الأعم وهو الإعلام.

ومن المعلوم أن الصحف السابقة الورقية التي كانت ولا تزال تمسك بزمام الإعلام المنشور الثابت الموثق ، وهي بلا منازع وبحسب الأسبقية والتاريخ الصحفي صاحبة الريادة ، فلها وجود فعلي و لديها طاقم كبير وعاملون كثر ومطابع ومباني وصيانة وتجهيزات مهولة ولها ميزانية ضخمة وبالمختصر : لها وجود فعلي تدار بشكل مؤسسي مسؤول ، وقد حافظت على نافذة النور لكلمتها وتعرف ارثها التاريخي وأهمية المحافظة عليه وتحترم تلك المكانة ، فواكبت الحديث بحيث تقدم مادتها مطبوعة على الورق وتنفرد بذلك عن ال الالكترونية وتنافس بموقعها المعتمد بحيث تقدم مثل ما تقدمه الصحف الالكترونية ، مع تدوين المواد المتنوعة والأخبار بتحليلها وتفاصيلها ومتابعتها المباشرة .

وبهذا العمل نقول أن الصحافة كإعلام بغض النظر عن وسيلتها باقية كما هي ، والصحف الرائدة ذات الأسبقية في نشأتها تواكب التطور والمتغيرات ويبقى عليها الإصرار والدخول في المنافسة التي فرضت عليها ، على أن تكون تلك المنافسة تمسك بزمام المصداقية والثقة فقط ، أما السرعة فقد أصبحت في كفة التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى وكذلك سرعة وصول الخبر أصبحت ليست في صالح الصحافة الورقية ومثلها المادة الإخبارية ، أما تحليل الأخبار والتعليق عليها فهو ميدان متاح للتنافس عبره ، وليست كل سرعة موصلة للهدف مالم تكن مصحوبة بالمصداقة والثقة ، وهذه وأعني بها ــ المصداقية والثقة ــ ليست دائما من مكاسب مواقع التواصل الاجتماعي ، بل كثيرا ما تكون خاسرة في جانبها مفلسة منها مهيأة الفرصة لمن يدخل المعركة معها كي ينتصر عليها ويكسب وهي ثغرة مفتوحة لا يمكن غلقها ما دام التواصل الاجتماعي بمواقعه يسمح بالغث والسمين ودون رقيب ، ولن تقوى على المصداقية والثقة لأنها تدار من مصادر عدة ومن شتات لا يجتمع على نهج محدد ، والشائعات أكبر دليل على أن عدم الثقة سوسة نخرت عظم مواقع التواصل الاجتماعي وجعلت من ينافس على جوانب الثقة والمصداقية يربح الرهان .



الصحف الرائدة لها سمعتها وثقتها ورصيدها القديم وارثها وخبراتها ويمكن تحديد مسؤولية كل كلمة فيها ومحاسبة كل عبارة ومعنى ومقصد كما أنه لا يمكن إزالة المادة أو شيء منها بعد نشرها في الورقية ، وهذه المحاسبة وأيضا القيمة التي تضاف في الجانب الإيجابي يدركها الصغير والكبير والمتلقي وكل جهة ، وفي الوقت نفسه تملك كل الأدوات الحديثة وتوفير الموقع الالكتروني ومجاراة الوضع المعاصر بكل اقتدار ، كما أن فكرة المنافسة والعمل عليها الغرض منها النهوض بالجانب الإعلامي كله من أجل الوطن والعالم والمتلقي أيا كان موقعه واحترام عقل القارئ.

وإذا قلنا أن الصحافة الورقية تحتضر وقلنا أن الكتاب الورقي يحتضر فقد قلنا عن وسائل كثيرة ولكنها بقيت تعطي و تبين أن القمة تسع الجميع وأن هذه الوسائل كلها تزيد ثقة كل يوم وتثبت قدرتها على الصمود.

ففي مجال البحوث والمؤلفات والتوثيق لم تستطع مواقع التواصل الاجتماعي تحقيق مكان ثقة يمكن اعتبارها مصدرا يعول عليه أو مرجعا يعتمد ، ولا تقبل لدى الباحثين كمصدر معلومة ، بينما الدوريات المطبوعة الورقية وكذا الكتب والصحف والمجلات تعد مسؤولة عن كلمتها ويمكن اعتبارها ضمن المراجع.

وختاما يقال للصحف الورقية التي أضافت لها مواقع ألكترونية ونستطيع تسميتها ( ورقية ألكترونية ) لم يعد الخبر وسرعة إيصاله في أيديكم ، ولكن في أيديكم العمل على الثقة والمصداقية في نشره وتحليله ومتابعة تفاصيله ، كما أن في أيديكم جوانب لا يستطيع غيركم الاستحواذ عليها وهي : التحقيقات والمتابعات وأيضا الجانب الثقافي فكما كان هناك طرحا مميزا صار في صالح الاستقرار والتربع على القمة.

 1  0  1.4K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • التميمي

    الصحافة الورقية أفلست في الغرب وهاهي تغلق أبوابها ، خبراء الاعلام يؤكدون أن الاعلام الجديد أجهز على القنوات الفضائية وعلى رأسها الجزيرة ، أما الصحافة الورقية فقائمة على الدعم الحكومي فقط !!! ولا مكان فيها للرأي الآخر اطلاقا ! أحسن الله عزاء محبيها !!

    08-12-2016 01:55 مساءً

    الرد على زائر

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...