الحمدلله الكريم الرحيم ، المعطي المنعم العظيم ، قسم الأرزاق لخلقه أعدل تقسيم، فأعطى ومنع بحكمة وتدبير ، والصلاة والسلام على الهادي البشير ، وسراج الحق المنير ، صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم المزيد ،،، وبعد ...
ففي يومٍ من أيام الدنيا العنيَّة ، أشرق الخير على أم البتول التقية ، رفعت بصرها إلى السماء النقيّة ، ترجو من فيها أن يبهج حياتها بأحسن ذرية ، لتنذره خادما لبيت ربه هدية ...
فعلم الله صفاء نيتها ، وشَكَرَ صدق خطوتها ، ووهبها ابنةً تقيّةً تلد غلاماً نبيّاً !
هكذا يكرم الله كل والدةٍ أو والد صالح حريص على ذريته ، فمن نوى إصلاحهم ليكونوا موحدين أتقياء نافعين لأنفسهم ودينهم وأمتهم ، هيأ الله له أسباب هذا الصلاح ، وفتح آفاق الهدى والخير لذريته ، ليكونوا بإذن ربهم نباتاً حسناً ، و ثمرةً يانعة ، و عطراً زكياً ...
فهذا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ، دعا ربه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام ، فجعل الله في ذريته النبوة والكتاب ، وكان منهم الذبيح الصابر ، و يعقوب المصابر ، ويوسف العفيف ، و محمدُ حبيب ربه الشريف !
قد يغفل كثير من الآباء والأمهات عن تقديم النيَّة لصلاح ذريته ، بل وقد يبخل بعضهم بدعوة لنفسه وذريته ، ويظن أن وجود الابناء في حياته اكمال زينة لدنياهم ، او سند لهم من عاصفة الايام ، وازيز الكِبَر عند هشاشة العظام !
نرى كثيراً من الآباء والأمهات اليوم قد شُغِلوا عن هذا الأمر بما هو أقل منه ، بل يؤسفنا رفض بعض الأزواج للإنجاب في بداية زواجهم من باب( الاتيكيت ) أو الهروب من المسؤولية أو خشية الإنفاق !
ونسوا بأن الله يرزقهم ويرزق أبناءهم ، بل يرزق الطير في سماء الفقر ، والدواب على أرض الجوع والفاقة !
نحتاج قبل انجاب الأبناء أن نبني لهم مجدا ينتظرهم ، بدعوة طيبة ، وتهيئ بيئة صالحة ، وليكن هدفنا التقوى والمكاثرة بالأبناء الصالحين الذين يكثرون سواد أمة محمد صلى الله عليه وسلم عندما يكاثر بنا الأمم ، بل ويكونون أعلامأ خفاقة في سماء مجد الأمة يشار إليهم ببنان الخير والرضا...
ولا ينسَ الزوجان ذكر ربهما بما ورد في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم عند كل لقاء يرجوان به حصول زهرات تعطر بيتهما بعبير الحياة (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا )...
وعندها ستبدأ رحلة البناء لمستقبل أغلى من سكن قلوبنا ... بعيداً عن نغزات الشياطين ، وإفساد المفسدين ...
نسأل الله ان يصلح نياتنا وذرياتنا وأن يجعلهم ذخراً وفخراً لنا في الدنيا والآخرة ...امين.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم