• ×

03:28 صباحًا , الخميس 2 مايو 2024

فاطمة مطلق الحارثي
بواسطة  فاطمة مطلق الحارثي

إشفاق-6- ( أخطر المراحل1-4سنوات [2])

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله رب العالمين يسمع دعاء الخلائق ويجيب ، يؤنس الوحيد ، ويهدى الشريد ، ويذهب الوحشة عن الغريب ، والصلاة والسلام على النبي الكريم الحبيب ، و على آله وصحبه وسلم ، وبعد...
فإن الصراخ والضرب أسوأ الأساليب التربوية ، بل قد لا تخدم مشروع التربية عند بعض الأطفال المعاندين ، لذلك يجب أن يتفق الأبوين على طريقة التربية بأن تكون توجيهات هادئة ، ورسائل صامتة ، وقدوة صالحة يقدمانها لابنهما ليخرج صالحا لمجتمعه نافعاً ...ولا يصلح أن يفرض الأب قراراً على الطفل ثم تكسره الأم ، ولا أن يكسر الأب قرارات الأم أمام طفلهما ، لأنهما بذلك يخلقان له فجوة بينهما يستطيع من خلالها أن يتمرد على طرفٍ منهما باعتماده على الطرف الآخر والعكس ، ويبقى يدخل ويخرج من هذه الفجوة مرة لصالح الأب ومرة لصالح الأم وتفشل حينها العملية التربوية ، كما ينبغي أن يرى الطفل والديه يصليان أمامه ويقرءان القرءان الكريم ، ويصطحب الأب ابنه إلى المسجد إن كان غير مؤذيا ولا يسبب إزعاجاً للمصلين ، وتعلم الأم ابنتها ارتداء ثوب الصلاة عند صلاتها تشتري لها ثوباً يناسبها وتعلمها لبسه عند كل صلاة لتفهم الصغيرة أنها لابد أن تستتر عند الصلاة ، وتعلمها لبس الحجاب وتغرس في نفسها أهميته من خلال حرص الأم على حجابها واهتمامها به، كما يجب على الوالدين أن يتعاملا مع أبنائهما خلال هذه المرحلة بالتربية الصامتة ، ابتسامة رضا عند الإنجاز ، مع إرسال عبارة قصيرة مليئة بالتحفيز والشكر ، وانكسار غضب عند الخطأ ، مع إرسال عبارة قصيرة تحوي توضيحاً مبسطاً لسبب سوء ذاك التصرف وتحذيراً من العودة إليه ، و لا ننسى أن طفل الواحدة إلى الرابعة كثير الحركة وكثير الكلام والسؤال ، فلنتحلى بالصبر ولا نقيد حركته ، بل ننظمها ونوجهها توجيها سليماً ، ونشغلها بما يفرغ طاقاته ويتعلم من خلاله مبادئ في الحياة لا ينساها مهما طالت الأيام وكبر ذلك الصغير ...خلال هذه الفترة يظن بعض الآباء والأمهات أن الطفل لا يعي ولا يفهم ، وهو ربما أشد منهما وعياً وفهماً وتركيزاً لخلو ذهنه من أي مشغلات ومكدرات ، فهو كصفحة بيضاء يرسم عليها الوالدين مستقبلاً باهراً وذكرى جميلة لابنهما ، أو العكس دون أن يشعرا ، فيا معشر الآباء و الأمهات أوصيكم -كما أوصى كثير من المربين - باستغلال هذه الفترة الذهبية لابنكما ، اجعلاها فرصة لحفظ ماتيسر من القرآن الكريم ، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وبعض الأبيات العلمية القصيرة ، اغرسا في قلبه حب الخير للغير ، وحب العمل والمشاركة ، وحب اللعب والفرح ، وقبل كل ذلك حب الله ورسولنا الكريم عليه أفضل صلاة وسلام ، واعلما أنه سينشأ نشأةً صالحة تسعدان بها في الدنيا والآخرة .

 0  0  1.1K


جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...