• ×

02:10 صباحًا , الجمعة 26 أبريل 2024

ناصر عبد الله الحميضي
بواسطة  ناصر عبد الله الحميضي

تصميم المباني المدرسية ومناسبته للظروف البيئية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
لقد تعددت تصاميم المباني المدرسية ، وتشبهت إلى حد ما في مختلف المناطق الجغرافية ( الجبلية والرملية والسهلية ، والرطبة والجافة ) و تبينت من خلال الاستخدامات لها أن المباني في معظمها لا يتناسب وظروف البيئة.
وهذا التصميم لا أعني به الجمال والشكل فقط ولا ما يخدم العملية التربوية والتعليمية أيضا وحدها ولا خدمته العامة وسلامته وتحقيقه للغرض وتحقق الأهداف من إنشائه ، ولكن أعني به كل هذه مجتمعة ، ولا ينفصل بعضها عن بعض .
وهذه المكونات لا أقول أنها تغيب عن المهندسين والمصممين والمخططين ، ولكنها قد لا يؤخذ ببعضها ، إما بسبب التجاهل لسبب أو من قبيل الحرص على قلة التكلفة أو غير ذلك .
ومن الصعوبة استعراض كل هذه المكونات لأنها ستأخذ حيزا كبيرا تزحم فيه الأهم وهو مناسبة المبني المدرسي لما يجري في البيئة .
وهذه العبارة " مناسبة المبنى لمما يجري في البيئة ، أو متطلباتها " تشمل مقاومة المبنى وتحمله لعوامل مؤثرة تصدر من طبيعة المناخ كالحرارة والشمس والأمطار والرطوبة ..الخ
وأيضا قدرة المبنى على خدمة الطالب وحمايته ومنسوبي المدرسة الذين يحضرون من الساعة 6 إلى 2 أي 8 ساعات ويحتاجون إلى الأمان والراحة والبقاء في وسط مناسب ، وهم في داخل المبنى ويحتاج الجميع إلى الحماية من العوامل الخارجية وتحقق الارتياح في الداخل من تلك العوامل ، وهو مطلب مهم .
وهذه الجزئية هي التي تتضح في هذه الأيام ، وتظهر بوضوح في عدم قدرة المبنى المدرسي ـــ أو أكثر المباني ـــ على حماية نفسه فضلا عن تحقيق حمايته لمن يستخدمه .
فالمشاهد أن المباني وقت موجة الغبار مكشوفة الأعلى والجوانب تستقبل الأتربة المتطايرة بحيث تستقر في كل زاوية من زوايا المبنى ، في الساحات الخارجية والداخلية والممرات والسطوح وحتى الفصول والمرافق كلها ولم يسلم منها أي جزء ، وهذا يعد من عيوب التصميم ، حيث لم يهيأ لبيئة صحراوية تتكرر فيها موجات الغبار مثلا ومثلها الأمطار الفجائية أو البرد الشديد والحر الشديد أيضا.
وإذا قلنا بإقفال المبنى من جميع الجهات كما هي تصاميم بعض المساكن فإن ذلك أيضا لا يخدم مجال التعليم ولا يناسب المدارس التي قد يكون أعداد طلابها ألف ، والسبب أنه سيكون مزعجا تتردد فيه الأصوات ، مشكلة أصداء مزعجة .
وبالتالي فالمسألة شائكة وليس من السهولة التجريب دون الأخذ بكل احتمال.
فالطالب يفترض دخوله لمدرسة هادئة وآمنة من الحر والبرد والمطر والغبار ، ومن إزعاج الطرق وأصوات السيارات ، ولكن الحاصل في بعض مباني المدارس أنها لم تحقق أي شيء من هذا بل وتقام على شوارع رئيسة .
وأما الاستعانة بمكملات قد تساعد في تجاوز بعض السلبيات مثل زراعة الأشجار واستحداث مظلات مؤقتة و وقواطع وأبواب ..الخ ، فإنها إن صلحت في المساكن وإضافة شيء من الجمال في المظهر وتخفيف شيء من مؤثرات المناخ الطارئة ، فإنها لا تناسب المدارس في كل منطقة جغرافية .
وعلى هذا لابد من التفكير الجاد في وضع المباني المدرسية مستقبلا والاعتراف بالواقع غير المناسب لما هي عليه الآن ، كونها يوم الغبار أو صبحية اليوم التالي له غير صالحة للاستخدام إلا بتنظيف شاق ، وغير ممكن تهيئتها خلال ساعات قليلة دون تعب وجهد ومشقة وخسارة مادية الأمر الذي يجعلنا في وضع لا نحسد عليه .
وبلادنا غنية بالعديد من المهندسين وأصحاب الخبرات في المنشآت ممن يدركون طبيعتها الجغرافية المناخية خاصة والتضاريسية والطبيعية عامة ، ويمكنهم التنافس في وضع المقترحات البناءة التي تساعد تعليمنا على تجاوز مشكلاته في شأن المباني وإمكانية وجود نماذج تتحقق معها الفائدة ومناسبتها لكل الظروف.

 0  0  835


جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...