• ×

01:35 صباحًا , الجمعة 19 أبريل 2024

admincp
بواسطة  admincp

اليوم أنام قرير العين

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
كنت من سنوات وسنوات تتردد في ذهني كلمات الشاعر : إيليا أبو ماضي ، والتي سوف أورد بعضها فيما يلي ، ومن منطلق تربيتي الدينية ومحافظة قريتي ( القصب ) ومجتمعها وسلامة الوسط المحيط بنا منذ النشأة ، وأقصد بالسلامة الحماية من المؤثرات الهابطة ، كنت أرفض تماماً معاني كل عبارات الشاعر حيث يقول :

جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري

والقصيدة طويلة لكن صدمت في أول عتبتها وأوصدت باب التفكير فيها لأننا تعودنا أن نستغني بما لدينا كمجتمع لديه ثروتها التي تفيض على الآخر ولا تفتقر إليه .
كنت أستغرب أن يوجد من يقول : لست أدري ، لأننا كلنا تعلمنا وعلمنا و ندري ، ولأننا قد أنيرت أفكرانا وأوقدت شموع الإيمان فيها واتصلنا بخالقنا وسجدنا وصلينا ، وأسرجت طرقات نمشي عليها كما أسرجت أبواب المساجد والطرقات المؤدية إليها ، ولكنني وقتها كنت غض العود والتفكير والنشأة فكنت أعتصر من داخلي وأقول : لماذا لا يدري ؟؟ ، ولا زلت لا أملك صلابة العود والقدرة كتابة ولا شعراً لكي أقول ضد ما قال أو أرد .
وصدفة عثرت على قصيدة للشاعر عبد الخالق الزهراني ، ففرحت بها لأنها ساعدتني على أن أتنفس وقد حبست أنفاسي سنينا لعجزي عن التعبير
تمنيت يوما أن أكون كاتباً أو شاعرا ، ولكن لم أكن ، فاكتفيت بتعبير من هو أقدر مني حيث يقول :

إنّني أدري وأدري لِمَ ياهذا أتيتُ
جئتُ عبداً لإلهِ الكونِ ويلي إنْ عصيتُ
جئتُ مخلوقاً بأمرِ الله بالدُّنيا ابتُليتُ
كلّ مافي الكونِ مثلي عن مرادِ اللهِ يدري


جاهِلٌ من قال يوماً لستُ أدري لستُ أدري
ما اختفى السِرّ بأرضٍ أو توارى تحتَ بحرِ
إنّهُ واللهِ كالشّمسِ وضوحاً أو كفجرِ
فاسأل الدنيا وردِّدْ مثلها (( واللهِ ندري ))

السما والأرضُ والأكوانُ من أجلي أُعِدَتْ
لو جبالٌ حملتْ حِملي لغارتْ أو لهُدّتْ
أوصِدتْ أبوابُ هذا الغيبِ قُدّامي وسُدّتْ
لكنِ القلبُ بنورِ اللهِ مُرتاحٌ ويدري

في كتابِ اللهِ إنّا قدْ خُلِقنا للعباده
إنْ عبدناهُ رضينا ومضينا في سعاده
أو كفرناهُ فبشرنا بهمٍّ ونكاده
في كتابِ اللهِ نورٌ من أتاهُ سوف يدري

رحلتي مابين ميلادي وموتي في عناءِ
لستُ أدري ما مصيري بعد موتي وفنائي
أإلى رضوان ربّي أمْ لسُخطٍ وشقاءِ
حكمةُ اللهِ تجلّتْ كون أنِّي لستُ أدري

بيد أنّي في حياتي عالِمٌ معنى الوجودِ
كلُّ مافي الكونِ يتلو آية الحقِّ المجيدِ
إنّ ربي غافِرُ الذنبِ وذو بطشٍ شديدِ
كُنْ لهُ عبداً ذليلاً لا تقُل لا لستُ أدري

كلُّنا للهِ ماضٍ فشقيٌّ وسعيدُ
وقريبٌ في هناءٍ وقصيٌّ وبعيدُ
حِكمةٌ للهٍ فينا إنّهُ الربُّ الحميدُ
ضلّ من لمْ يدرِ شيئاً واهتدى من كان يدري

هذه الدّنيا ستمضي فمماتٌ فنشورُ
فحِسابٌ فنعيمٌ أو عذابٌ وسعيرُ
لخلودٍ قدْ خُلِقنا هكذا قال القديرُ
فلهُ الحمدُ فلولا فضلهُ ما كنتُ أدري

نم يا ناصر الحميضي قرير العين بعدما وجدت في قصيدة الشاعر ما يعبر عن شعورك ويقدر على ما لم تقدر عليه ، نم قرير العين بعدما اثلجت القصيدة صدرك




بواسطة : admincp
 0  0  1.8K


جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...