• ×

10:37 صباحًا , الخميس 25 أبريل 2024

ناصر عبد الله الحميضي
بواسطة  ناصر عبد الله الحميضي

أبرز شهادتك يادكتور

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.



بداية أقول لكل دكتور وأستاذ ومهندس ..الخ : أبرز شهادتك وبين مؤهلك لكي نستدل عليك فنحن نخاطب مؤهلك .
وعودة إلى الماضي فقد كان المتعلمون قلة وعددهم ضئيل ، وإذا تعلم شخص وضع ما يشير إلى أنه متعلم ، كوضع القلم في جيب الصدر بارزا ، أو لا يهتم بمسح الحبر العالق في بعض أصابعه وثيابه ، وذلك لأن العلم شرف وللمتعلم مكانة في المجتمع وتقدير ، وتميز.
وهذا الافتخار الزائد ربما شعر بعض المتعلمين معه أن من التواضع إخفاء كل المظاهر التي تدل على أنه متعلم ، وانضم إلى العامة متخفيا بحيث يعطي من علمه في خفاء وكأنه أمي ولا يبين نفسه خوفا من الكبر أو اتهامه من المجتمع بالفخر والتعالي خاصة وأن الميزان لدى الناس قد لا يكون عادلا في كل مرة.
كذلك يخفي بعضهم ميزاته العلمية حتى لا تستثار الغيرة في أقرانه وأقربائه فيلاقي منهم التعب وربما المعاداة والعزلة خاصة فيما مضى حيث قلة المتعلمين.
بقي هذا الشعور فترة حتى انتشر العلم وكثر المتعلمون ، وحصل الكثيرون على شهادات فوق الابتدائية حتى لم تعد الابتدائية ملفتة للانتباه ، ثم توجهت الأنظار لحامل شهادة المرحلة المتوسطة ، فكان له نصيب من المكانة الاجتماعية ونصيب من المساهمة في العلم والعمل ، وبعد فترة فقدت بريقها وكهذا الثانوية ثم الجامعة .
وأخيرا برز في الأفق شهادات عليا يرمز لصاحبها برمز الدال والألف أستاذ ودكتور ومهندس وخبير ، للدلالة على حصوله على علم في هذا المستوى ، وهي تعد شهادة إجازة من جهة رسمية بأنه مختص متمكن ، يعطي و يتلقى منه العلم في مجاله ، ويؤخذ ما يقول مأخذ الجد فعلمه صادر من عارف بما يقول ، كما أن المتلقي لكلامه قبل أن يصغي لمقولته يهمه التأكد من علمه من خلال ما يثبت ذلك وهي شهادته وتخصصه قبل كل شيء وإجازته في العلم ، ولا يهمه اسمه وشكله ولا من أي البلدان هو ولا قرابته ، وبهذه الشهادة يميز عن غيره فيقال فلان الدكتور أو الشيخ أو الطبيب أو المهندس ..الخ ، وهو تميز ليس له علاقة بشيء غير التعريف به ، ولا يحق له أن يتنصل من ذلك التعريف، وفي الوقت نفسه لا يوصله ذلك التعريف للكبر والتعالي ولا علاقة له بالترفع عن الآخرين أو وجود مشاعر يغمط بسببها حقا أو يحتقر غيره..
من هنا يقال أن الدلالة والإجازة التي حصل عليها المتعلم لا تخصه هو فقط إلا أن يغادر حلقات العلم ونوافذ المعرفة وينزوي في داره أو يتوجه للعمل في غير مجاله ويطوي صفحة علم تعلمه، ثم ينطق لسان حاله قائلا : انسوا أنني تعلمت ولا تسألوني في علمي ، وتعاملوا معي كما كنت قبل أن أحصل على الشهادة.
وبهذا نكون قد خسرناه شمعة تضيء ، ويتواجد في الساحة مجردا من دلالة علمه فلا يستدل عليه أحد ولا يقصده حائر ، وكما يقولون: ليس على الطيب علامة لكي نعرف صاحب العلم إلا بالتجربة التي قد تطول أو من خلال شهادته التي يرمز لها بدلالة الحرف الأول قبل اسمه.
وللأسف فقد تسبب حصول بعضهم على درجة علمية وما صحب نفسه من غرور في النفور من إشهار البقية وخاصة المتواضعين للرمز الدال على مؤهلهم ، وكأنهم يريدون بهذا إثبات أن الشهادة لم تغيرهم ولم يركنوا إليها بإضافة لقب قد يقودهم إلى غرور كما قاد قلة فعلت ذلك فأفسدت العريف بها.
وهذا فيه تحرز لا مبرر له ، ففي كل ميدان ومجال مغرورون ومتكبرون بالمال والشهادات والمواهب وغيرها ، فلا يفترض تعميم القلة على الكثرة ولا يفترض أن يؤثر الطالح على الصالح.
وأختم مؤكدا على صاحب الشهادة أن يبرزها ويصدر اسمه بما يستحق لكي نحاوره ونناقشه باعتباره صاحب مؤهل له تقديره وله في نفوسنا ثقة في علمه وخبراته ولا يفترض تخفيه وراء تواضع في زعمه فيحرمنا من معرفة شهادته فليس هذا مجال التواضع.

 0  0  820


جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...