• ×

04:24 صباحًا , الأربعاء 24 أبريل 2024

ناصر عبد الله الحميضي
بواسطة  ناصر عبد الله الحميضي

رسائل الطلاب واستشراف المستقبل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.


نستهل هذا المقال بالإشادة بالموقف التربوي الذي نادرا ما يحصل بين معلم وطلابه ، ذلك الموقف الذي يتمثل في صناعة و بناء هدف لمستقبل مؤمل ، وتدوين هذا الهدف في رسالة.
هذا ما حصل عندما استشعر الأستاذ عبد الرحمن أبو رياح ــ وهو ‏‏إعلامي. و المدير التنفيذي لجمعية اكرام المسنين ــ و المعلم ، والتربوي ز
استشعر مهمته وجعل من فكرة خلاقة فكرة مستمرة لارتباطه بطلابه لتعيش العلاقة بينهم مدة طويلة يترقبون تحقيق الهدف المرسوم.
هذا التربوي الذي سوف أستعرض مبادرته ، كان يدرس طلاب الصف الخامس الابتدائي منذ أكثر من أربعين سنة مضت .
أراد أن يجعل لهم من رؤية المستقبل مجال تفكير إبداعي يسجلون فيه رؤية مستقبلية بحسب ما يرونه ، وأعيد وأكرر : إنهم طلاب في الصف الخامس الابتدائي ، وليسوا طلاب دراسات عليا ، ولو كانوا كذلك لم يكن الأمر بمستغرب ، لكن احترام المعلم وتقديره لعقولهم الغضة الناشئة ، جعل منه معلما ومربيا ن ومن عمله هذا رفعا من شأنهم واحتراما لذواتهم ، مما يعزز في نفوسهم الثقة و القدرة على محاولة حسن استشراف المستقبل .
طلب من كل طالب أن يكتب رؤيته المستقبلية للمكان الذي هو فيه (مجتمع وبيئة ) ومنح كل طالب فرصة تحديد رؤيته بمحددات البيئة الاجتماعية والطبيعية ، وهو أمر جدا مفيد.
يقول الأستاذ عبد الرحمن:" في عام 1403هجرية طلبت من طلابي في الصف الخامس ( الابتدائي) بمدرسة هارون الرشيد في بلقرن ، أن يعبروا عن توقعاتهم عما سيحدث في الكون (في المستقبل ) بعد 13 عاما.. ووعدتهم انني لن أفتح اجاباتهم (بمشيئة الله) الا في عام 1416هجرية.
و بالفعل منّ الله عليّ حتى فتحتها في ذلك التاريخ والآن أنشرها بعد 40عاما"انتهى
و هذا الوعد : أن لا يفتح الرسائل إلا بعد فترة ، جزء مهم من التربية ، لأنها ستكون بعد تخرجهم ويكون للرؤية نصيبها من التقويم منهم ومنه ولها أيضا ترقبها بشغف .
وكانت كلها ذات عمق وهدف و إيجابية واضحة ومميزة قياسا بأعمارهم ، فبعض الطلاب توقع وصول الكهرباء للمكان الذي هو فيه ، وبعضهم أعطى صورة مستقبلية لمحطة الوقود ، وبعضهم تطلع لأن يكون طبيبا والآخر طيارا ، ومنهم من ذهب إلى مجال آخر في رؤيته ، حول الطبيعة وجمالها وتغيراتها بكل أنواعها ، وقد تعددت رؤية الطلاب وتنوعت .
كان لحرية الرأي نصيبا من التحليق في فضاء الخيال أو تقدير مستقبل واقعي أو حلم وتطلع أو أماني .
وهذه الخطوة غير المسبوقة من الأستاذ عبد الرحمن ، تعد من أساسيات التربية ، فعندما يحترم الفكر ويدرب على مثل ذلك الانطلاق و الحلم ورسم مستقبل خاص أو عام تتحقق من التربية والتعليم أسمى الأهداف وأجلها.
فكل هدف مستقبلي لابد أنه مبني على تطلع وإمكانية حاضرة وتقدير للمسيرة وللإمكانات ، و من خلالها يرسم الفرد منذ الصغر طريقه لتحقيق ذلك الهدف.
قام الأستاذ عبد الرحمن بعد أربعين سنة من حواره ونقاشه مع طلابه بنشر صور من الرسائل ، موضحا أمرا جديرا بالاهتمام وهو صدق الكثير من توقعات طلابه وصواب رؤاهم وتحقق مستقبلهم الذي كان هدفا لهم يوما من الأيام ، رغم أنهم رسموها في سن طلاب الصف الخامس.

استشرف الطلاب ذلك المستقبل الذي صار واقعا اليوم ، ولأن المعلم بينه وبين تلك الفترة فاصلا زمنيا تفرق الجمع الكبير عليه ، تمنى أن يكون كل شيء على ما يرام لطلابه.
ثم يقول :
"كان تعبيرهم عجيب وجميل احلامهم الصغيرة تبدو كبيرة في عين الوطن منها ماتحقق ومنها لازال ينتظر .
اقرؤوا أحلامهم التي تعدت الوطن وحملت هم قضية طالما اشغلتنا منذكنا صغارا حاولت أعرف هل تحققت أحلام بعضهم وأين هم الآن؟
ربما تويتر يكشف ذلك" انتهى
، وفي تجاوب من أحد المتابعين له ، و من لديه اطلاع بالطلاب وما جرى في تلك الفترة أشار إلى أن هـؤلاء الطلاب اليوم معروفين وفي مناصب قد تمنوها ، وما استشرفوا من مستقبلهم منذ أكثر من أربعين سنة ، و اشار إلى ذلك في تغريدة له و استعرض عددا منهم كالتالي:.

0سعد بن محمد بن سعد : عقيد طبيبز
0 عبدالله محمد مجدوع عميد طيار ركنز
0 صالح محمد عوض، محمد مهدي, علي مصلح, علي مرعي ,هؤلاء في قطاعات عسكرية مختلفة
هدي محمد مجدوع ,محمد شايع معلمان في التعليم العام , مرعي هتشان ، زايد علي متقاعدان.
سعد محمد سعد : عسكري متقاعد.
أما سعد محمد عبدالله ( بن كدمان) فهو عقيد طبيب وهو من نفس الدفعة إن لم تخنّي الذاكرة ."
والقائمة تطول ، ورسائل الطلاب أوردها مصورة في حسابه.

image
image
image
image
image
image
image
image
image
image
image
image
image

 0  0  941


جديد المقالات

بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...


بواسطة : سعد بن فهد السنيدي

. (الوجهاء والأعيان) مصطلح شائع تتداوله الألسن...