المعالجة الشعبية أم عبدالمجيد المنصور في لقاء خاص مع صحيفة شقراء

صحيفة شقراء - منار العبدالوهاب .
عندما يأتي الحديث عن المهارات و الممارسات القائمة على الخبرات الأصيلة ذات النتائج الناجحة - سواءً أمكنَ تفسيرها أم لا - يأتي الطب الشعبي واحدًا من أهم السبل الدارجة للحفاظ على الصحة و علاج و تحسين جُملة من الأمراض الشائعة.

الجدير بالذكر أنّ هذا الطب احتفظ بشعبيته في جميع أنحاء العالم، و على نطاق الوشم برزت سيدة فاضلة، جمعت بين الخبرة و سماحة الروح و رحابة الصدر، فقصدها الناس من أمكان مختلفة بحثًا عن العلاج.

لا تحمل أم عبدالمجيد شهادةً في الطب و لكنها تحمل "شهادة ثقة" من سكان الوشم عامة و أشيقر على وجه الخصوص، تُمارس أم عبدالمجيد مهنتها منذ ما يقارب 38 عامًا، سخرت نفسها و خبرتها في العلاج للخدمة الاجتماعية طوال هذه السنين، صحيفة شقراء حظيت بلقاء خاص معها استهلّته بقولها (الشفاء من عند الله، و ما أنا إلا سبب فيه)

فكان لنا معها هذا الحوار:

- أم عبدالمجيد، عرّفينا بنفسك؟

اسمي الجوهرة بنت سليمان بن محمد الهويش
ولدت في قرية أشيقر
ونشأتُ في بيت والدي
متزوجة و لديّ عدد من الأبناء أسال الله لهم الصلاح والهداية، مكثتُ في أشيقر عدة سنوات ثم انتقلت إلى مدينة شقراء ومكثت فيها عدة سنوات، ثم عدتُ مرةً أخرى إلى مسقط رأسي أشيقر و استقريت فيها.

- ماذا عن حياتك العلمية؟

تعليمي كان في قرية أشيقر، و للأسف الشديد لم أكمل دراستي لبعض الظروف.

- متى بدأتِ مزاولة هذه المهنة في مجال الطب الشعبي؟

بدأت بمزاولة مهنتي عام ١٣٩٩هـ.

- هل هناك شخصية تعلَّمت منها أم عبدالمجيد؟ أم كانت المعرفة نتيجة خبرة مُطوَّلة؟

تعلمت هذه المهنة من والدي رحمه الله سليمان بن محمد الهويش.

- و كيف كانت بداياتك؟

كانت بداياتي بالتطبيق على أبنائي و أبناء إخوتي وبالتأكيد كانت البداية شاقة و الكثير من الناس يجهلون الطب الشعبي.

- ماذا عن الأساليب التي تعتمدينها في العلاج؟

أعتمد بعد الله على يدي فقط.

- الغالبية ممن يقصدونك للعلاج كم أعمارهم؟ و من أين؟

يقصدني مختلف الأعمار من أطفال و نساء من جميع مناطق المملكة و لله الحمد.

- ما هو نظامك في استقبال الراغبين بالعلاج؟ هل لابد من التنسيق المسبق؟ أو هناك أيام محددة مفتوحة؟

عبارة عن مواعيد يتم تنسيقها مُسبقًا عن طريق الجوال و لديّ أيام محددة و هي جميع أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، كما أنني خصصت فترتين من العمل، فترة صباحية تبدأ من الـ ٦ صباحًا حتى الـ١٠، و الفترة المسائية تبدأ من الساعة الـ ٣عصرًا حتى الـ٨ مساءً.

- غالب الأمور تتطور مع الزمن، هل كانت هناك تغييرات منذ بدايتك و حتى الآن؟

نعم كان هناك تطور ولله الحمد فقط كنتُ أعالج المصع و السقاط فقط، لكن بعد ذلك تعلمت طريقة علاج الفهق و الاخيه.

- أغرب حالة مرّت بك، ما هي؟

الكثير من الحالات مرت علي و لكن أكثر ما علق في ذهني كانت حالة طفل سوري يبلغ من العمر سنة و خمسة أشهر، كان يُعاني من تضخّم في عضلة القلب كشفت عليه وكان لديه مصع في عضلة كتفه الأيسر و كان شديد، بدأت في علاجه وتدهينه لمدة سبعة أيام تقريبًا، و بدأ الطفل و لله الحمد يتحسن وبعد كشف الطبيب عليه أخبر والديه أن الطفل لم يعد يشتكي من أي ألم في القلب و هذا بفضل الله سبحانه و تعالى.

- ما هي الحالات اللي تستقبلها أم عبدالمجيد لكونها قادرة على علاجها بعد مشيئة الله سبحانه؟ و نبذة بسيطة عن طبيعتها؟

بالنسبة للحالات هي: المصع، السقاط، الفهق و الأخيه.
المصع: يُصيب جميع الفئات العمرية و هو يشبه إلى حد كبير التمزق العضلي و أقوم بعلاجه عن طريق جلسات تدهين بزيت خاص.
و السقاط: يُصيب الأطفال الصغار فقط من الولادة وحتى سن السادسة وعلاجه عن طريق الجلسات مستخدمة الفكس والماء فقط وبطريقة ترفيع خاصة.
أما الفهق: يُصيب جميع الفئات العمرية و هو في منطقة الرقبة و له أعراض تشبه أعراض كسر الرقبة و يتم علاجه عن طريق جلسات علاجية.
و الأخيه: يُصيب الأطفال الرضع و إذا لم يتم علاجها تستمر معه، و لدي علاج أقوم بتصنيعه بدل الكي.
صباخة الرأس: تستخدم للكبار لمن يعانون من صداع مزمن أو فتحة في الرأس و يتم اكتشاف الفتحة عن طريق قياس الرأس.

- أم عبدالمجيد، هل ترين أن هناك خطورة من ممارسة هذه المهنة؟

نعم، لابد ممن يمارسها أن تكون لديه الخبرة الكافية و معرفة بطريقة الترفيع و التدليك، حتى لا يؤدي إلى نتيجة أكثر سوء.

- ربما أغلب الحالات بالنسبة للأطفال تكون نتيجة إهمال من الأهل أو أخطاء غير مقصودة و غير معلومة العواقب، نصيحة توجهينها للأمهات؟

يجب على الأمهات الانتباه عند الرضاعة و عند نزع الملابس و التلبيس أن يكون برفق، و عدم إهمال صحة الطفل و التساهل بأي عارض صحّي.

- هناك غالبية من الناس تنتقد أو لا تؤيد الطب الشعبي، باعتباره غير مُدرَّس و لا يُبنى على أصول علمية، ردّك عليهم؟

الطب الشعبي طب معروف منذ القِدَم، و هو طب يتم توارثه بين الأجيال، و كل شخص له نظرته الخاصة و لكن لا يعني هذا الاستهانة بالمستشفيات والطب العام.

- نشكرك أم عبدالمجيد على وقتك الثمين و إجاباتك الوافية، كلمة في ختام هذا اللقاء.

شكرًا صحيفة شقراء الالكترونية على إتاحة الفرصة الخاصة لي، و شكر خاص لابنتي منار العبدالوهاب على هذه المقابلة و على بشاشة و رحابة صدرها.