• ×

10:07 صباحًا , السبت 20 أبريل 2024

بيت المفاطير في شقراء رحلة عطاء لآل الجميح تمتد لأكثر من 140 عاماً

شقراء- محمد عبدالله الحسيني .

هناك كلمة تاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يقول فيها: ما يميز هذه البلاد هو حرص قادتها على الخير والتشجيع عليه، وما نراه من مؤسسات خيرية في مختلف المجالات إلا جانباً واحداً من الجوانب المشرقة لبلادنا"
وهذه حقيقة نلمسها كلما لاح شهر رمضان، ففيه يكثر الخير، وتنشط فيه المؤسسات الخيرية للعمل وإسعاد الفقراء والمساكين، وتتعهدهم بأعمالها، ومؤسسة الشيخ عبد العزيز الجميح واحدة من تلك المؤسسات التي تتميز بأعمال خاصة تجعل منها علماً في رأسه نار، يراه الجميع من بعيد، ويميزونه عن غيره، ولن أتناول هنا سوى عمل واحد من تلك الأعمال هو: بيت المفاطير.
قبل أكثر من 140 عاماً تقريباً عزم الشـيخ عبدالعزيـز بـن إبراهيـم بــن محمــد الجميــح رحمــه اللــه (توفــى سنــة 1305هــ) أن يفتح منــزل آل الجميـح بشقــراء؛ للصائميــن، بأن يكون مقصــدًا بشهر رمضان لتقديــم الطعــام وكســوة العيــد إلــى الفقــراء مــن أهــل شــقراء ومــا جاورها، ومع اتساع أعماله وزيادة القاصدين ضــاق المنــزل بالصائميــن؛ فانتقــل مشــروع التفطيــر والتســحير إلــى مــكان قريب؛ سماه: بيــت المفــاطيــر.
ومنذ ذلك الوقت أخذ أعيــان “آل الجميــح” يولون هــذا المشــروع الخيــري عنايــة فائقــة، حتى أن الشــيخ عبدالعزيــز بــن عبداللــه الجميــح رحمــه اللــه (حفيــد مؤسـس المشـروع) كان يقطـع تجارتـه فـي رمضـان، ويلـزم "بيـت المفاطيـر" ليقـدم فيـه الإفطـار والسـحور للصائميـن، ويوصـل الطعـام إلـى منـازل المحتاجيـن الذيـن لا يســتطيعون المجيء إلــى البيــت، ولا يعــود إلــى أعمالــه إلا بعــد توزيــع “العيديات” على المحتاجين، وإيصالها إلى منازلهم.
في العام الماضي (2022) وزع المشروع قرابة 1,100 وجبـــة إفطــار، و(245) وجبة سحور على الأهالي يومياً، و(850) وجبـــة إفطــار، و(850) وجبـــة عشاء، و (250) وجبة سحور على ضيوف البيت، وبلغ إجمالي وجبات رمضان المبارك العام الماضي: 98,850 وجبة إفطار وعشاء وسحور، تقريباً.
تمتد مساحة البيت (أعز الله القائمين عليه) على قرابة: 1,800 متراً، ويقوم على خدمة الصائمين فيه قرابة 30 عاملاً، و20 شاباً متطوعاً، وهي أرقام تشير إلى عظم المجهود المبذول في هذا البيت المليء بالخير، والقلوب الطيبة التواقة إلى ثواب الله سبحانه وتعالى.
وحتى كتابتي لتلك السطور فإن البيت ماض في طريقه الذي رسمه الشـيخ عبدالعزيـز بـن إبراهيـم بــن محمــد الجميــح، ويشهد كل يوم ملحمة عطاء خيرية، لآل الجميح، الذين عُرفوا بهذا الخلق النبيل منذ جد العائلة الحاتميّ: إبراهيم الغيهب، وقد أكمل الشيخ الوجيه حمد بن عبد العزيز الجميح تلك المسيرة بأن دشن يوم الخميس 19 ديسمبر 2019م مؤسسة والده عبد العزيز بن عبد الله الجميح الخيرية، بحضور أحفاد الشيخ عبد العزيز رحمه الله، كي يستمر هذا العطاء من خلال كيان مؤسسي، يتماشى مع نهج رؤية 2030، بما تقدمه المؤسسة من مبادرات تعزز القيم وترسخ الهوية الوطنية للمجتمع، وتقدم المنح المختلفة للأطفال، والشباب، والمؤسسات الخيرية، والأسر، والفقراء، وطلبة العلم، والطلاب، والمساجد، والجاليات، فهنيئاً لهم بالثواب العظيم، وهنيئاً لنا بهم.

image

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
عبدالله علي جلي  865