• ×

01:44 صباحًا , الإثنين 29 أبريل 2024

حصة المطيري صديقة الأيتام والمساكين

محمد الحسيني _ شقراء .
ودعت شقراء الأسبوع الماضي الأستاذة حصة بنت حسين المطيري؛ والتي بوفاتها فقدنا واحدة من فضليات النساء في البر والإحسان إلى الفقراء، وفي الانضباط وحب العمل، وإنكار الذات، حيث لم تبحث يوماً عن شهرة زائفة، ولم تطلب تكريماً لنفسها بنفسها، بل وهبت وقتها ومالها للخير، والأعمال الإنسانية.

كانت -رحمها الله- من الرعيل الأول في تعليم البنات، وعاشت حياتها كسيدة فاضلة محبة للخير، وقد وُلدت في محافظة شقراء، وتلقت تعليمها بها، حتى صارت معلمة محبوبة من الطالبات والأهالي، وطوال أربعين عاماً تقريباً ظلت مخلصة لعملها، الذي أحبته، ولم تطلب إجازة، ولم تركن يوماً للراحة، فقد كان العمل في أروقة التعليم وبين طالبات العلم في المدرسة الابتدائية للبنات في شقراء، من أجمل اللحظات التي تقضيها في حياتها.

تخرج على يديها -رحمها الله- كثير من الطالبات اللائي تقلدن مراكز ومناصب عليا بالمملكة، وقد انعكست عليهن شخصيتها القوية، وجديتها في العمل، فقد كانت حصة المطيري مثالاً للمثابرة في عملها.

ولقد كانت -رحمها الله- مقصداً للفقراء، ومحل ثقة للأغنياء والجميع، فكانت تستقبل فائض الملابس والتمور، وتجهزها وترسلها للمناطق الأكثر فقراً، وتقوم بذلك بجهود ذاتية، وتتحمل قيمة أجرة إرسالها، فقد تقاعدت وهي في أوج حيويتها ونشاطها، حتى تتفرغ للخير، ومساعدة المحتاجين، ومد يد العون للجميع.

يقول الكثيرون عنها ممن عاشوا قريباً منها أو تعلموا منها إنها كانت نعم الأم الرؤوم في المسيل بشقراء القديمة، كما شهد لها الناس بعملها للخير، وكفالتها للأيتام، وما اتصفت به من حنان على كل فقير ومحتاج.

وتعد مثالاً ناجحاً ومميزاً لدور المرأة في شقراء، وقد سبق أن أعددت كتاباً فيه فصل كامل عن عدة نماذج لنساء من شقراء، محبات للخير والعمل الإنساني، وقد أشرت من خلاله إلى مكانة المرأة وحضورها في الحياة العامة بشقراء منذ عقود، حيث ساهم عدد منهن في تأسيس مدارس البنات قبل إقرار التعليم النظامي، من خلال حلقات الكتاتيب، ومازالت مثالاً بارزاً على ذلك، إذ ساهمت هذه المدارس إلى جانب الكتاتيب بحظ وافر في تعليم البنات قبل إقرار المدارس النظامية.

نسأل الله أن يغفر لأختنا حصة، ويرحمها، ويسكنها الفردوس الأعلى وأن يلهم زوجها محمد المرجان الصبر والسلوان، وأن يجعل ما قدمت من أعمال الخير في ميزان حسناتها بفضله ورحمته عز وجل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
عبدالله علي جلي  22.0K